في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ ... عنْد الِقتَالِ قَد يِمُهمْ لمْ يَدْثُرِ أي حَسَبُهم لم يَبْلَ ولا دَرَسَ .
والدُّثُور للنَّفْسِ : سُرعَةُ نِسْيَانِها قاله شَمِرٌ . الدُّثُور للقَلْب : امِّحَاءُ الذِّكرِ منه ودُوُرسُه قاله شَمِرٌ .
ومن المَجاز ما رُوِىَ عن الحَسَن أَنَّه قال : " حادِثُوا هذه القُلُوبَ بِذكْر الله فإنَّهَا سَرِيعَةُ الدُّثُور قال أَبو عُبَيْدٍ : يَعنِي دُرُوس ذِكْرِ الله وامّحاءَهُ منها . يقول : اجْلُوهَا واغْسِلُوها الرَّيْنَ والطَّبَعَ الذي عَلاهَا بذِكْر الله زاد الأَزْهَرِيّ : كما يُحَادَث السَّيفُ إِذَا صُقِلَ وجُلِىَ . ومنه قول لَبِيد : .
" كمِثْل السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِ أي جُلِىَ وصُقِلَ .
وفي حَدِيث أبِي الدَّرْداءِ " أَن القَلْبَ يَدْثُر كما يَدْثُرُ السَّيْفُ فجِلاؤُه ذِكْر الله " أَي يَصْدأُ كما يَصْدَأُ السَّيْف وأَصل الدُّثُور الدُّرُوسُ وهو أَن تَهُبّ الرِّياحُ على المَنْزل فتُغَشِّىَ رُسُومَه الرَّمْلَ وتُغَطِّيَة بالتُّرَاب وفي حديث عائِشَةَ : " دَثَرَ مكانُ البَيْتِ فلم يَحُجَّه هُودٌ عليه السلام . الدَّثُور بالفَتْحِ : البَطِيءُ الثَّقِيل الذي لا يكاد يَبْرحُ مكانَه . قال طُفَيْل : .
إذَا ساقَهَا الرَّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها ... رِكَابَ عِرَاقِيِّ مَوَاقِيرَ تُدْفَعُ والدَّثُوُر أَيضاً : الخامِلُ النَّؤوُمُ وهو مَجَاز .
والدَّاثِرُ : الهالِكُ ومنه قولهم فُلانٌ خَاسِرٌ دَاثِرٌ وقال بَعْضٌ : هو إتِباعٌ . والدّاثِر : الغافِلُ كالأَدْثَرِ . والِّي في اللِّسَان : رَجُلٌ دَثْرٌ : غافِلٌ وداثِرٌ مثلُه .
وفي الأساس : رجلٌ دَاثِرٌ : لا يَعْبَأُ بالزِّينَة وهو مَجَاز . وتَدَثَّرَ بالثَّوبِ : اشْتَمَلَ بِهِ داَخلِاً فيه وتَلَفَّفَ . من المَجَاز : تَدَثَّرَ الفَحْلُ النّاقَةَ : تَسَمَّنَها هكذا في الأُصول ومِثْلُه في الأُمَّهَات اللَّغُويةُ وفي بعض النُّسخ : تَشَمَّمَها والأَوَّلَ أَصَحّ . من المَجَاز : تَدَثَّرَ الرجلُ قَرِينَه هكذا في نُسخَتِنَا وفي أُخرَى : قِرْنَه وكلاهما غَلَطٌ وتصحيفٌ والصواب : فَرَسَه كما في الأساس واللِّسَان والبَصَائِر : وَثَب عَلَيْه فَرِكبَه وفي التَّهْذيب : وَثَبَ عليسه فَرَكِبَها . وفي المُحْكَم : رَكِبَها وجالَ في مَتْنِها . وقيل : رَكِبَهَا من خَلْفِها كتَجَلَّلَها قاله الزَّمَخْشَرِىّ ويُسْتَعار في مثل هذا . قال ابنُ مُقبِلَ يَصِف غَيْثاً : .
أَصَاخَتْ له فُدْرُ اليَمَامَةِ بَعْدَما ... تَدثَّرَهَا مِن وَبْلِهِ مَا تَدَثَّرَا وعن أَبي عَمْرِو : المُتَدَثِّر من الرِّجال : المَأْبُونُ قال : وهو المُتَدَأمّ والمُتَدَهَّم والمِثْفَر والْمِثْفَار . والدِّثَارُ بالكَسْر : ما يُتَدَثَّر به . وقيلَ : هو ما فَوْقَ الشِّعَارِ مِن الثِّيَابِ . وقيل : الثَّوْب الذي يُستَدْفَأُ به من فَوقِ الشِّعَار يقال : تَدثَّرَ فلانٌ بالدِّثَار تَدَثُّراً وادَّثَرَ ادثِّاَراً فهو مُدَّثِّر والأَصل مُتَدَثِّر أَدِغمت التَّاءُ في الدَّال وشُدِّدتْ وقال الفَرّاءُ في قوله تعالى " يا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ يَعنِي المتدَثِّر بثِيابه إِذَا نام . وفي الحَدِيث : " كان إِذَا نَزَلَ عليه الوَحْيُ يقول : دَثِّرُوني دَثِّرُوني أَي غَطُّوني لم أَدْفَأُ به . وفي حديث الأَنْصَار " أَنتم الشِّعَارُ والنّاس الدِّثارُ " يعني أَنتم الخَاصَّةُ والنّاسُ العَامَّة .
ودَثَر الشَّجَرُ دثُوُراً . أَوْرَقَ وتَشَعَّبَت خِطْرَتُه . ودَثَرَ الرَّسْمُ وغيرُه . دَرَسَ وعَفَا بهُبُوبِ الرِّياح عليه كتَداثَرَ يقال : فُلانٌ جَدُّه عاثِرٌ ورَسْمُه داثِرٌ . عن ابن شُمَيْل : دَثَرَ الثَّوبُ دُثُوراً : اتّسَخَ . ودَثَرَ السَّيْفُ إِذَا صَدِئَ فهو داثِرٌ وهو البَعِيد العَهْدِ بالصِّقَال وهو مَجَاز