دَابِرُالقَوْمِ : آخِرُ مَنْ يَبْقَى منهم ويَجِيئُ في آخِرِهم كالدَّابِرَة وفي الحَدِيث : " أَيُّمَا مُسْلِمٍ خَلَفَ غازِياً في دابَِته : أَي مَنْ يَبْقَى بعدَه . وعَقِبُ الرَّجُلِ : دابِرُه . ودَبَرَه : بَقِىَ بَعْدَه . ودابِرةُ الطّائر : الإِصْبَعُ الَّتي من وَراءِ رِجْله وبها يَضرِب البازِي يقال : ضَرَبَه الجارِحُ بدَابِرَتِه والجوارِحُ بدُوابِرِها والدّابِرة للدِّيك : أسَفْل ُمن الصِّيصِيَة يَطَأُ بها . وجاءَ دَبَرِيّاً أَي أخيراً والعِلْم قَبلِىّ وليس بالدَّبَرِيّ قال أبو العَبَّاس : معناه أَن العالم المُتْقِنَ يُجِيبُك سَرِيعاً والمُتَخَلِّف يقول : لي فيها نَظَرٌ : وتَبِعْتُ صاحبِي دَبَرِياً إِذَا كنتَ معه فتَخَلَّفْت عنه ثم تَبِعْتَه وأنتَ تَحْذَر أَن يَفُوتَك كذا في المحكم . والمَدْبَرَة بالفَتْح : الِإْدبار . أَنشدَ ثَعْلبٌ : .
هذا يُصَادِيك إِقبَالاً بمَدْبَرَةٍ ... وذَا يُنَادِيك إدْبَاراً بإْدبارِ وأَمْسِ الدَّابِرُ : الذّاهِبُ الماضي لا يَرْجِع أَبداً . وقالوا : مَضَى أَمْسِ الدّابِرُ وأَمْسِ المُدْبِرُ وهذا من التَّطوّع المُشَام للتَّوكيد لَأن اليوم إِذَا قيل فيه أَمْسِ فمعلوم أَنَّه دَبَرَ لكنه أَكَّده بقوله : الدَّابِر قال الشاعر : .
وأَبِى الَّذي تَرَكَ المُلُوكَ وجَمْعَهمْ ... بصُهَابَ هامِدَةً كأَمْسِ الدَّابِرِ وقال صَخْرُ بن عَمْرِو بن الشَّرِيد السُّلَمِيّ : .
ولقدْ قَتَلْتكُمُ ثُنَاءَ ومَوْحَداً ... وتَرَكْتُ مُرَّة مِثْلَ أَمسِ المُدْبِرِ ورجل خاسِرٌ دَابِرٌ إتْبَاعٌ . ويقال : خاسِرٌ دامِرٌ على البَدَل وِإن لم يَلْزم أَن يكون بَدَلاً وسيأتي . وقال الأَصمَعِيّ : المُدابِرُ : المُوَلِّى المُعْرِض عن صاحِبِه . ويقال : قَبَحَ اللهُ ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ . والدّلْوُ بَينَ قابِلٍ ودابِرٍ : بين مَنْ يُقبِل بها إلى البِئْر ومَنْ يُدْبِر بها إلى الحَوْض . ومالَهُم من مُقْبَلٍ و مُدْبَرٍ أَي من مَذْهِب في إِقبال ولا إدبار . وأَمْرُ فُلانٍ إلى إقبالٍ وإلى إدبارٍ . وعن ابْنِ الأَعرابيِّ : دَبَرَ : رَدَّ ودَبَرَ : تأَخَّر .
وقالوا : إِذَا رأَيتَ الثُّريَّا تُدْبِر فشَهْرُ نَتَاجٍ وشَهْرُ مَطَرٍ . وفلان مُسْتَدْبَرُ المَجْدِ مُسْتَقْبَلٌ أَي كَريم أَوّل مَجْدِهِ وآخِره وهو مَجَاز . ودَابَر رَحِمَه : قَطَعها . والمُدَابَرُ من المَناِزل خِلاُف المُقَابَلِ . وأَدْبَرَالقَوْمُ إِذَا وَلَّى أَمرُهُم إلى آخِرِه فلم يَبْقَ منهم باقِيَةٌ . ومن المَجَاز : جَعَلَه دَبْرَ أُذُنِه إِذَا أَعْرضَ عنه ووَلَّى دُبُرَه : انهزمَ . وكانت الدَّبْرةُ له : انْهزمَ قِرْنُه وكانت الدَّبْرَة عليه : انهزمَ هو وََلّوا دُبُرَهم مُنْهَزِمين ودَبَرَتْ له الرِّيحُ بعد ما قَبَلَتْ ودََر بعد إِقبال وتقول : عَصَفَت دَبُورُه وسَقَطت عَبُورُه وكلّ ذلك مَجَاز . وكَفْر دَبُّور كتنَوّر : قرَية بمصر . والدَّيْبور : موضع في شعر أبي عباد ذكره البَكْرِيّ . ودَبْرَةُ بفتح فسكون ناحيةٌ شاميّة .
د ث ر .
الدَّثْرُ بالفَتْح : المَالُ الكَثِيرُ لا يُثنَّي ولا يُجْمَع يقال : مَالٌ دَثْرٌ ومَالانِ دَثْرٌ وأَموالٌ دَثْرٌ وقيل : هو الكَثِير من كُلّ شْيءٍ وفي الحَدِيث : " ذَهَبَ أَهلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ قال أبو عُبَيد . يقال : هم أَهُل دَثْر ودثُوُر وهو مَجَاز وأَما عَسْكَرٌ دَثِرٌ أَي كَثِير كما نقله الجوهريّ وغيره فالتَّحْرِيك فيه لِضَرُورَة الشِّعْر قال امرؤُ القَيْس : .
لعَمْرِي لقَوْمٌ قد تَرَى في دِيَارِهمْ ... مَرابِطَ للأَمْهارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ والأَصل الدَّثْر فحرَّك الثاءَ ليَسْتَقِيم له الوزْنُ .
وعن ابن شُمَيْل : الدَّثَرُ وبالتَّحْرِيك : الوَسَخُ وقد دَثَرَ دُثُوراً إِذَا اتَّسَخَ .
ودَثِرٌ : بلاَ لامٍ : حِصْنٌ باليمنِ من حُصون ذَمَارِ الشَّرْقيّة . والدُّثُورُ : الدُّرُوسُ كالإنْدِثارِ وقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَدَاثَرَ وانْدَثَر : قَدُمَ ودَرَسَ وعَفَا قال ذُو الرُّمّة : .
" أَشاقَتْكَ أَخلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ واستعار بعضُ الشُّعَراءِ ذلك للحَسَبِ اتّساعاً فَقَال :