وفي حَدِيثِ النُّعْمَان بن مُقَرِّن أَنه قَالَ يَوْم نَهَاوَنْدَ حِينَ الْتَقَى المُسْلِمونَ مع المُشْرِكِين : " إِنَّ هَؤُلاءِ قد أَخْطَرُوا لكم رِثَةً ومَتَاعاً وأَخْطَرْتُم لهم الدِّينَ فنافِحُوا عن الدِّين " . أَراد أَنَّهُم لم يُعَرِّضوا للهَلاَك إِلاَّ متاعاً يَهُونُ عَلَيْهِم وأَنْتُم قد عَرَضْتُم عليهم أَعْظَمَ الأَشْيَاءِ قَدْراً وهو الإِسْلاَم . يقول : شَرَطوها لكُم وجَعَلُوهَا عِدْلاً عن دِينكم . ويقَال : لا تَجْعَل نفْسَك خَطَراً لفلان فأَنت أَوْزَنُ منه . من المَجاز : أَخْطَرَ المَالَ : جَعَلَه خَطَراً بَيْنَ المُتَراهِنِين . وخَاطَرَهم عَلَيْه : راهَنَهُم . أَخْطَر فلانٌ فُلاناً فهو مُخْطِر : صار مِثْلَه في الخَطَر أَي القَدْرِ والمَنْزِلَة وأَخْطَر به : سَوَّى وأَخْطِرْت لِفُلان : صُيِّرْتُ نَظِيرَه في الخَطَر قاله اللَّيْثُ . أَخْطَرَ هو لي وأَخْطَرْت أَنَا لَهُ أَي تَراهَنَّا . والتَّخَاطُر والمُخَاطَرَة ولإِخْطَار : المُرَاهَنَةُ : والخَطِيرُ من كُلِّ شَيْءِ : النَّبِيل . والخَطِير : الرَّفِيعُ القَدْرِ . والخَطِير : الوَضِيعُ ضِدٌّ حَكَاه في المِصْبَاح عن أَبي زَيْد وأَغْفَلَه المُصَنِّف نَظَراً إِلى مَنْ خَصَّ الخَطَر برِفْعة القَدْر كما تَقَدَّم . يقال : أَمْرٌ خَطِير أَي رَفِيع وقد خَطُر كَكَرُم خُطُورَةً بالضَّمِّ . الخَطِيرُ : الزِّمَامُ الذي تُقادُ به النَّاقة عن كُرَاع . وفي حديث عَلِيّ رضِيَ الله عنْه " أَنَّه قَال العَمَّار : جُرُّوا له الخَطِيرَ ما انْجَرَّ لَكُم " . وفي رواية " مَا جَرَّه لَكْم " . ومعناه اتَّبِعُوا ما كان فيه مَوْضِعٌ مُتَّبَعٌ وتَوَقَّوْا ما لم يَكُن فيه مَوْضع . قال شَمِرٌ : ويَذهَبُ بَعْضُهم إِلى إِخطار النفْس وإِشْرَاطِهَا في الحَرْب . والمَعْنَى اصْبِرُوا لعَمَّار ما صَبَرَ لكم . وجعله شَيْخُنَا مَثَلاً ونَقَلَ عن المَيْدَانِيّ ما ذَكَرْنَاه أَولاً وهو حَدِثٌ كما عرفْتَ . الخَطير : القَارُ نَقَلَه الصَّغانِيُّ . الخَطِيرُ : الحَبْلُ وبه فسَّر بَعْضٌ حَدِيثَ عَلِيّ السَّابِق ونَقَلَه شَمِر وهو أَحَدُ الوَجْهَيْن . وقال المَيْدَانِيّ : الخَطِيرُ : الزِّمَامُ والحَبْل فَهُمَا شيءٌ واحدٌ . الخَطِير : لُعَابُ الشَّمْسِ في الهاجِرَة نقَلَه الصَّغانِيّ وهو مَجاز كأَنَّه رِمَاحٌ تَهْتَزُّ . من ذِلك أَيضاً الخَطِير : ظُلْمَةُ اللَّيْلِ نَقَلَه الصَّغانِيّ . الخَطِيرُ : الوَعِيدُ . والنَّشَاطُ والتَّصاوُل كالخَطَرانِ مُحَرَّكةً . قال الطِّرِمَّاح : .
بالُوا مَخَافَتَهم على نِيرَانِهِمْ ... واسْتَسْلَمُوا بعد الخَصِير فأُخْمِدُوا . وقول الشاعِر : .
" هُمُ الجَبَلُ الأَعْلَى إِذَا مَا تَنَاكَرَتْمُلُوكُ الرِّجَالِ أَو تَخَاطَرَتِ البُزْلُ . يَجُوز أَن يكونَ من الخَطِير الَّذِي هو الوَعِيد ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ من خَطَرَ البَعِيرُ بذَنَبِه إِذا ضَرَبَ به . وخَطَرَ بِنَفْسِه يُخَاطِر وبِقَوْمه كَذلِك إِذا أَشْفَاهَا وأَشْفَى بِها وبِهِم عَلَى خَطَر أَي إِشْراف عَلى شَفَا هُلْكٍ أَو نَيْلِ مُلْكٍ . والمَخَاطِرُ : المَرَاقِي كأَخْطَرَ بِهِم وهذِه عن الزَّمَخْشَرِيّ . وفي الحَدِيث : " أَلاَ رَجُلٌ يُخَاطِر بنَفْسِه ومَالِه " أَي يُلْقِيها في الهَلَكَة بالجِهَاد . والخِطْرَةُ بفتح فَسْكُون : عُشْبَةٌ لها قَضْبَة يَجْهَدُهَا المَالُ ويَغْزُرُ عَلَيْهَا تَنْبُت في السَّهْل والرَّمْل تُشْبِه المَكْرَ . وقيل : هي بَقْلةٌ : وقال أَبُو حَنِيفَة عن أَبِي زِيَاد : الخِطْرَةُ بالكَسْرِ تَنْبُت مع طُلُوع سُهَيْلٍ وهي غَبْرَاءُ حُلْوَةٌ طَيّبةٌ يَرَاهَا مَنْ لا يَعْرِفُهَا فيَظُنُّ أَنّهَا بَقْلَة وإِنما تَنْبُت في أَصْلٍ قَدْ كَانَ لَها قبل ذلك وليست بأَكثرَمما يَنْتَهسُ الدَّابَّةُ بفَمهَا وليس لها وَرَقٌ وإِنَّمَا هي قُضْبَانٌ دِقاتقٌ خُضْرٌ وقد يُحْتَبَل فِيهَا الظِّباءُ . قال ذُو الرُّمَّةِ : .
تَتَبَّع جَدْراً من رُخَامَي وخِطْرَةٍ ... وما اهتَزَّ من ثُدَّائِهَا المُتَرَبِّلِ