وقال أبو عَدْنَانَ : يَعْنُونَ بساقِ حُرّ لَحْنَ الحمامةِ . قلتُ : وَنَقَلَ هذا الكلاَم كلَّه شيخُنَا عن شارِح المَقَاماتِ عبد الكريمِ بنِ الحُسَيْن بنِ جَعْفَرٍ البَعْلَبَكِيِّ في شَرْحِه عليها ونَظَر فيه مِن وُجُوهٍ ظانّاً أنه كلامُه وليس كذلك بل هو مأْخوذٌ من كتاب المُحْكَمِ لابن سِيدَه وكذا نَظرَ فيما تَصَرَّفَه ابنُ جِنِّي فلْيُنْظَرْ في الشَّرْح قال : ومِن أَظرَف ما قيلَ في ساق حرّ قولُ مالكِ بنِ المُرَحِّلِ كما أَنْشَدَه الشريفُ الغِرْناطِيُّ رَحِمَه اللهُ في شَرْح مَقْصُورةِ حازِمٍ المشهورةِ وسمعتُه مِن شَيْخَيْنا الإمامَيْنِ : أبي عبدِ اللهِ محمّدِ بن المسناويِّ وأبي عبدِ الله بنِ الشَّاذِلِيِّ رضيَ اللهُ عنهما مِراراً : .
رُبَّ رَبْعٍ وَقَفتُ فيه وعَهْدٍ ... لم أُجاوِزْه والرَّكَائِبُ تَسْرِي .
أَسْأَلُ الدّارَ وهْي قَفْرٌ خَلاءٌ ... عن حَبيبٍ قد حَلّهَا منذُ دَهْرِ .
حيثُ لا مُسْعِدٌ على الوَجْدِ إلاّ ... عَيْنُ حُرٍّ تَجُودُ أَو ساقُ حُرِّ . أي عينُ شَخْصٍ حُرٍّ تُساعِدُه على البُكاءِ أو هذا النوعُ مِن القَمَارِيِّ يَنوحُ معه .
الحُرَّانِ : الحُرُّ وأَخُوه أُبَيٌّ وهما أخَوانِ وإذا كان أخَوانِ أو صاحِبانِ وكان أحدهما أشْهرَ من الآخَرِ سُمِّيَا جميعاً باسم الأشْهَرِ قال المُنَتَخِّل اليَشْكُرِيُّ : .
أَلاَ مَنْ مُبْلِغُ الحُرِّيْنِ عَنِّي ... مُغَلْغَلَةً وخصَّ بها أُبَيَّا .
فإِن لم تَثْأَرَا لي مِنْ عِكَبٍّ ... فلا أَرْوَيْتُمَا أَبَداً صَدَيَّا .
يُطَوِفُ بي عِكَبُّ في مَعَدٍّ ... ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا . قالوا : وسَببُ هذا الشِّعرِ أنّ المُتَجَرِّدَةَ امرأَةَ النُّعْمَانِ كانت تَهْوَى المُتَنَخّلَ هذا وكان يَأْتِيها إذا رَكِبَ النُّعْمانُ فلا عَبَتْه يوماً بقَيْدٍ فجَعَلَتْه في رِجْلَه ورِجْلِهَا فدَخَلَ عليهما النُّعْمَانُ وهما على تلك الحالِ فَأَخَذَ المُتَنَخِّل وَدَفَعَه إلى عِكَبٍّ اللَّخمِيِّ صاحبِ سِجْنِه فَتَسَلَّمَه فجَعَلَ يَطْعَنُ في قَفَاه بالصُّمُلَّةِ وهي حَرْبَةٌ كانتْ في يَدِه .
الحِرُّ بالكسر وتشديدِ الرّاءِ : فَرْجُ المرأَةِ لغةٌ في المُخَفَّفةِ عن أبي الهَيْثم قال : لأن العربَ استثقلتْ حاءً قبلَهَا حرْفٌ ساكنٌ فحَذَفُوهَا وشَدَّدُوا الرّاءَ وهو في حديث أَشْرَاطِ السّاعَةِ : " يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرِيرُ " . قال ابن الأثِير : هكذا ذَكَرَ أبو موسَى في حرف الحاءِ والراءِ وقال : الحِرُ بتخفيف الرّاءِ : الفَرْجُ وأصلُه حِرْحٌ بكسرِ الحاءِ وسكونِ الرّاءِ ومنهم مَن يُشَدِّدُ الرّاءَ وليس بجَيّدٍ فعلى التَّخْفِيف يكونُ في ح رح لا في ح ر ر قال : والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف طُرُقِه : يَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ والحَرِيرَ بالخاءِ والزّاي وهو ضَرْبٌ مِن ثياب الإِبْرَيْسَمِ معروفٌ وكذا جاءَ في كتابِ البُخَارِيِّ وأَبي داوُودَ ولعلَّه حديثٌ آخَرُ جاءَ كما ذَكَرَه أبو موسى وهو حافِظٌ عارِفٌ بما رَوَى وَشَرَح فلا يُتَّهَمُ . وذُكِرَ في ح ر ح لأنه يُصغَّرُ على حُرَيْحٍ ويجمع على أَحْراحٍ والتصغيرُ وجمْع التكسيرِ يَرُدّانِ الكلمةَ إلى أُصُولها . وتقدَّم الكلام هناك فراجِعْه . والحَرَّةُ بالفتح : البَثْرَةُ الصَّغِيرَةُ عن أبي عَمْروٍ .
عن ابن الأَعرابيّ : الحَرَّة : العَذَابُ المُوجِعُ والظُّلْمَة الكثيرة نقلَهما الصغانيُّ . حِرارُ العَرَبِ كثيرةٌ فمنها : الحَرَّة : مَوْضِعُ وَقْعَةِ حُنَيْنٍٍ . الحَرَّة : ع بتَبُوكَ . والحَرَّة : ع بنَقْدَةَ . والحَرَّةُ : موضعٌ بين المدينة والعَقيقِ . وهو غيرُ حَرَّةِ وَاقِمٍ . والحَرَّةُ : موضعٌ قِبْلِيَّ المدينةَ . والحَرَّةُ : موضعٌ ببلادِ عَبْسٍ وتُسَمَّى حَرَّةَ النّارِ . وآخَرُ ببلادِ فَزَارَة . والحَرَّةُ ببلادِ بَنِي القَيْنِ . والحَرَّةُ بالدَّهْناءِ