لاَ يَكنْ حُبُّكِ داءً داخِلاً ... ليسَ هذا منْكِ ماوِيَّ بحُرّ . أي بفِعْلِ حَسَنٍ قال الأزهريّ : وأمّا قولُ امرئِ القَيْسِ : .
لعَمْرُكَ ما قَلْبِي إلى أَهْلِه بحُرّ ... ولا مُقْصِرٍ يوماً فيأْتِينِي بقُرّ . إلى أَهلِه أَي صاحبِه بحُرّ : بكَرِيمٍ لأَنه لا يَصبِرُ ولا يَكُفُّ عن هوَاه والمعنَى أن قلبَه يَنْبُو عن أهله ويَصْبو إلى غير أهله فليس هو بكريمٍ في فِعْله .
مِن المجاز : الحُرُّ : رُطَبُ الأَزاذِ كسَحابٍ وهو السِّبِسْتانُ وهو بالفارسيّة آزاد رخت وأَصْلُه أزاد درخت ومعناه الشجرةُ المَعْتُوقَةُ فحَذَفُوا إحدى الدّالَيْنِ ثم لمّا عَرَّبُوا أَعْجَمُوا الذّالَ .
الحُرُّ : الصَّقْرُ وبه فَسَّر ابنُ الأعْرَابيِّ قَولَ الطِّرِمَّاحِ المتقدّم بذِكْرِه وأَنْكَرَ أن يكونَ الحُرُّ فيه بمعنَى الحَيَّةِ . قال الأَزهريُّ : وسأَلْت عنه أعرابيّاً فصيحاً فقال مثْلَ قَولِ ابن الأَعرابيِّ .
قيل : الحُرُّ هو البازِي وهو قريبٌ من الصَّقْر قصيرُ الذَّنَبِ عظيمُ المَنْكَبَيْنِ والرَأْسِ وقيل : إنه يَضْرِبُ إلى الخُضْرَة وهو يَصِيدُ . مِن المَجَاز : لَطَمَ حُرَّ وَجْهِه الحُرُّ من الوَجْهِ : ما بَدَا مِن الوَجْنَة أَو ما أَقْبَلَ عليكَ منه . قال الشاعر : .
جَلاَ الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فَأَسْفَرَتْ ... وكانتْ عليها هَبْوَةٌ وتَجَلُّحُ . وقيل : حُرُّ الوَجْه : مَسايِلُ أَربعةِ مَدامِعِ العَيْنَيْن مِن مَقدمِها ومُؤَخَّرهما .
مِن المَجَاز : الحُرُّ مِن الرَّمْل : وَسَطُه وخَيْرُه وكذا حُرُّ الأَرضِ وقد تقدَّم في أَول التَّرجَمَة فهو تَكرارٌ كما لا يخفَى .
الحُرُّ بنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ من بَنِي ثَقِيفٍ وإليه يُنْسَبُ نَهْرُ الحُرِّ بالمَوْصِلِ لأَنه حَفَرَه نقلَه الصَّغانيّ ولم يَذكره ياقوتٌ في ذِكْر الأَنْهَار مع استيفائِه . الحُرُّ بنُ قَيْسِ بنِ حِصْنِ بنِ بَدْرٍ الفَزارِي بنُ أَخي عُيَيْنَةَ وكان مِن جُلَسَاءِ عُمَرَ . والحُرُّ بنُ مالكِ بنِ عامرٍ شَهِدَ أُحُداً قالَه الطَّبَرِيّ وقال غيرُه : جَزْءُ بنُ مالك صَحَابِيّانِ وفي بعض النسخ : صَحابِيُّون بصيغة الجمْعِ وهو وَهَمٌ . الحُرُّ : وادٍ بَنْجدٍ وهما الحُرّانِ قاله البَكرِيّ . الحُرٌّ : وادٍ : آخَرُ بالجَزِيرَةِ وهما الحُرّانِ أيضاً قاله البكريُّ . الحُرُّ مِن الفَرَسِ : سَوادٌ في ظاهِرِ أُذَنَيْه قال الشاعر : .
" بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِرَاحٍ سَبُوقُ . وهما حُرّانِ . وجُمَيْلُ حُرٍّ بضم وقد يُكْسَرُ : طائِرٌ : نقلَهما الصّغانيّ والذي في التَّهْذِيب عن شَمِرٍ : يُقال لهذا الطائرِ الذي يُقَال له بالعراق : باذنْجَان لأَصْغَرِ ما يكون : جُمَيلُ حُرٍّ .
قال أبو عَدنان : ساقُ حُرٍّ : ذَكرُ القَمَارِيِّ قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ : .
وما هَاجَ هذا الشَّوْقَ إلا حَمامةٌ ... دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّمَا . وقيل : السّاقُ : الحَمَامُ وحُرٌّ : فَرْخُها ويقال : ساقُ حُرٍّ : صَوتُ القَمَارِيّ . ورواه أَبو عَدْنَانَ : ساق حَرٍّ بفتح الحاءِ لأَنه إذا هَدَرَ كأنه يقول : ساق حَرّ ساق حَرّ . وبناه صَخْرُ الغَيِّ فجَعَلَ الاسْمَيْنِ اسماً واحداً فقال : .
تُنادِي ساقَ حُرَّ وظَلْتُ أَبْكِي ... تَلِيداً ما أُبينُ لها كلاماً . وعَلَّلَه ابن سِيدَه فقال : لأَن الأَصواتَ مَبْنِيَّةٌ إذ بَنَوْا مِن الأسماءِ ما ضارَعَهَا . وقال الأصمعيّ : ظنّ أن ساقَ حُرّ ولَدُهَا وإِنما هو صَوْتُها . قال ابن جِنِّي : يَشْهَدُ عندي بصِحَّة قولِ الأصمعيِّ أنه لم يُعْرِب لو أَعْرَبَ لصَرَفَ ساقَ حرّ فقال : ساقَ حُرٍّ إن كان مضافاً أو ساقَ حُرّاً إن كان مُركَّباً فيَصْرِفُه لأنه نكرةٌ فتَرْكُه إعرابَه يَدلُّ على أنه حَكَى الصوتَ بعَيْنِه وهو صيَاحُه : ساق حُرّ ساق حُرّ وأمّا قولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ السابقُ فلا يدلُّ إِعرابُه على أَنه ليس بصوتٍ ولكنّ الصوتَ قد يُضافُ أَوّله إلى آخره وكذلك قولُهم : خازِبارِ وذلك أنه في اللَّفْظِ أشْبَهَ بابَ دارٍ قال : والرِّوايَةُ الصحيحةُ في شعر حُمَيْد : .
" دَعَتْ ساقَ حُرٍّ في حَمَامٍ تَرَنَّمَا