قال ابن الأَثير : ورَوَاه بعضُهم : لا خِمْس بكسر الخاءِ مِن وُرُود الإِبل والفتحُ أَشْبَهُ بالحديث ومعناه ليس لك اليومَ إلا الحِجَارةُ والخَيْبَةُ . وفيه أَقوالٌ غير ما ذكْرنا . وقال ثعلبٌ : إنّما هو الأَحَرِّين قال : جاءَ به على أَحَرَّ كأَنه أَرادَ هذا الموضعَ الأَحَرَّ أي الذي هو أَحَرُّ مِن غيره فصَيَّرَه كالأَكرَمِين والأَرْحَمِين . ونَقَلَ شيخُنا عن سِفْر السَّعَادَة وَسَفِير الإفادة للعَلَم السَّخَاويِّ ما نَصُّه : إِحَرُّون جمعُ حَرَّةٍ زادوا الهَمْزَ إيذاناً باستحقاقِه التَّكْسِيرَ وأنه ليس له جمْع السَّلامةِ كما غَيَّروه بالحَرَكة في : بَنُونَ وقِلُونَ وإنما جُمعَ حَرَّة هذا الجمعَ جَبْراً لِمَا دَخَلَه مِن الوَهن بالتَّضْعِيف ثم لم يُتِمُّوا له كمالَ السَّلامة فزادُوا الهمزةَ وكذلك لمّا جَمعوا أَرضاً فقالوا : أَرَضُونَ غَيَّرُوا بالحركَةَ فكانَتْ زيادَةُ الهمزَة في إحَرِّين كزيادتها في تَغَيُّرِ بناءِ الواحدِ في الجمع حيث قالوا : أَكْلُبٌ . وقد جَمَعُوهَا جمعَ التكسير الذي تستحقُّه فقالوا : حِرارٌ . وقال بعضهم : حَرُّون فمل يزد الهمزة انتهى .
وقال ابن الأعرابيّ : الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ : الصُّلْبَة الشديدةُ . وقال غيرُه : الحَرَّةُ هي التي أعْلاها سُودٌ وأسفلُها بِيضٌ . وقال أَبو عَمْرو : تكونُ الحَرَّةُ مستديرة فإذا كان منها شيءٌ مستطيلاً ليس بواسع فذلك الكُرَاعُ .
يقال : بَعِيرٌ حَرِّيٌّ إذا كان يَرْعَى فيها أي الحَرَّةِ . الحُرُّ بالضمّ : خِلافُ العَبْدِ . الحُرُّ : خِيَارُ كلِّ شيْءٍ وأَعْتَقُه . وحُرُّ الفاكِهَةِ خِيَارُهَا . والحُرُّ : كلُّ شيءٍ فاخِرٍ من شِعْرٍ وغيره .
مِن ذلك الحُرُّ بمعنى الفَرَس العَتِيق الأَصِيل يقال : فَرَسٌ حُرٌّ . مِن المَجاز : الحُرَّ مِن الطِّين والرَّمْل : الطَّيِّبُ كالحُرَّةِ . وحُرُّ كلِّ أرضٍ : وَسَطُهَا وأَطْيَبُها . وقال طَرَفَةُ : .
وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً ... تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدِ . ومن المجَاز : طِينٌ حُرٌّ : لا رَمْلَ فيه . ورمَلْةٌ حُرَّةٌ : لا طِينَ فيها وفي الأَساس : طَيِّبَةُ النَّبَاتِ . وحُرُّ الدّارِ : وَسَطُهَا . وخَيْرُهَا وقال طرفةُ أيضاً : .
تُعَيِّرُني طَوْفى البِلادَ ورحْلَتِي ... ألاَ رُبَّ يَومٍ لي سِوَى حُرِّ دارِكِ . يقال : رجلٌ حُرٌّ بَيِّنُ الحَرُوريَّة بالفتح ويُضَمُّ كالخُصُوصِيَّة والُّلصُوصِيَّةِ والفتحُ في الثلاثة أفصحُ من الضَّمِّ وإن كان القياسُ الضمَّ قالَه شيخُنَا . والحُرُورَةِ بالضّمّ والحَرَارَةِ والحَرَارِ بفتحهما ومنهم مَن رَوَى الكسرَ في الثاني أيضاً وهو ليس بصوابٍ والحُرِّيَّةِ بالضمّ . وقال شَمِرٌ : سمعتُ من شيخ باهِلَةَ : .
فلو أَنْكِ في يَومِ الرَّخاء سَأَلْتِنِي ... فِراقَكِ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَدِيقُ .
فما رُدَّ تَزْوِيج عليه شَهادةٌ ... ولا رُدَّ مِن بَعْدِ الحَرَارِ عَتِيقُ . وقال ثعلبٌ : قال أعرابيٌّ : ليس لها أعْراقٌ في حَرَارٍ ولكنْ أعراقُها في الإماءِ .
ج أَحْرَارٌ وهو مَقِيسٌ كقُفْل وأَقْفَالٍ وغُمْرٍ وأَغْمَارٍ وحِرَارٌ بالكسر حكاه ابن جِنِّي وهو الصَّوابُ وحَكَى بعضٌ فيه الفتحَ وهو غَلَطٌ كما غَلِطَ بعضٌ فَحَكَى في المصدر الكسْرَ وزَعَمَ أنه مِن الأَلفاظ التي جاءَتْ تارةً مَصدراً وتارةً جمعاً كقُعُودٍ ونحوه وليس كما زَعَمَ فَتَأَمَّلْ قاله شيخُنَا . الحُرُّ : فَرْخُ الحَمَامةِ وقيل : الذَّكَرُ منها . الحُرُّ : وَلَدُ الظَّبْيَةِ في بيت طَرَفَةَ : .
بينَ أَكْنَافِ خُفَافٍ فاللِّوَى ... مَخْرَفٌ يَحْنُو لرَخْصِ الظِّلْفِ حُرّ . الحُرُّ : وَلَدُ الحَيّةِ اللطِيفةِ وقيل : هو حَيَّةٌ دقيقةٌ مثْلُ الجانِّ أَبيض قال الطِّرمّاح : .
مُنْطَوٍ في جَوفِ نامُوسِه ... كانْطِوَاءِ الحُرِّ بين السِّلاَمْ . وزَعَمُوا أَنه الأَبيضُ مِن الحَيّات وعمَّ بعضُهُم به الحَيَّةَ . مِن المَجَاز : الحُرُّ : الفِعْل الحَسَنُ يقال : ما هذا منْكَ بحُرٍّ أي بحَسَنٍ ولا جَمِيلٍ . قال طَرَفَة :