وفي التَّهذِيب : وقيل لبعضهم : أيُّ الإِبلِ أَبْقَى على السَّنَة ؟ فقال : ابْنةُ لَبُون قيل : لِمَهْ ؟ قال : لأنها تَرْعَى مَحْجِراً وتَترُكُ وَسَطاً . قال : وقال بعضُهم : المَحْجِرُ هنا الناحيةُ . وقال الأخطل : .
ويُصْبِحُ كالخُفّاشِ يَدْلُكُ عَيْنَه ... فقُبِّحَ مِن وَجْهٍ لَئِيمٍ ومِن حَجْر . فَسَّرَه ابنُ الأَعْرَاِبّيِّ فقال : أَراد مَحْجِرَ العَيْنِ . وقال آخَرُ : .
" وجارَةُ البيتِ لها حُجْرِيُّ . معناه : لها خاصَّةً دونَ غيرها .
وفي حديث سَعْدِ بنِ مُعاذ : " لمّا تَحَجَّرَ جُرْحُه للبُرْءِ انْفَجَرَ " أي اجتمع والْتَأَمَ وقَرُبَ بعضُه من بعض . والحُجَرِيَّةُ بضمٍّ ففتْحٍ : قَريةٌ بالجَنَد منها : يَحْيَى بنُ عبد العَليم بنِ أبي بكْر الحُجَريُّ أَخَذَ عن ابن أبي مَيْسَرَةَ . ومحمّدُ بنُ عليٍّ بن أحمدَ الحُجَري الأَصبحيُّ دَرَّسَ بتَعِزَّ ومات سنة 719 . وفي الحديث : " إذا نَشَأت حَجْريَّةٌ ثمّ تَشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ " منسوبٌ إلى الحَجْرَ : قَصَبَةِ اليَمَامَةِ أو إلى حَجْرَةِ القَوْمِ : ناحِيَتِهم قالَه ابن الأَثِيرِ . وقال الرّاعِي ووَصَفَ صائِداً : .
تَوَخَّى حَيثُ قال القَلْبُ منه ... بِحَجْرِيٍّ تَرَى فيه اضْطِمارَا . عَنَى نَصْلاً مَنْسُوباً إلى حَجْر . وقال أبو حنيفَة : وحَدائِدُ حَجْرٍ : مُقَدَّمَةٌ في الجَوْدَة وقال زُهَيْر : .
" لِمَنْ الدِّيارُ بقُنَّةِ الحَجْرِ . هو موضعٌ ولم يعرفه أبو عَمروٍ في الأمكنة وقال آخرُ : .
أَعْتَدْتُ للأَبْلَجِ ذِي التَّمايُلِ ... حَجْرِيَّةً خِيضَتْ بِسُمٍّ ماثِلِ . عَنَى قَوْساً أو نَبْلاً منسوباً إلى حَجْر . وانْتَشَرَتْ حَجْرَتُه : كَثُرَ مالُه . وفي الحديث : " أنه كان له حَصِيرٌ يَبْسُطه بالنَّهَارِ ويَحْجُرُه باللَّيْل " وفي رواية : يَحْتَجِرُه أي يَجْعَله لنفْسِه دون غيرِه . وفي صِفَة الدَّجّال : " مَطْمُوس العَيْن ليستْ بِنَاتِئَةٍ ولا حَجْراءََ " . قال ابن الأثِير : قال الهَرَوِيُّ : إن كانت هذه اللَّفْظَةُ محفوظةً فمعناه : ليست بصُلْبَة مُتَحَجِّرَةَ قال : وقد رُوِيَتْ : حَجْراءَ بتقديم الجيم وهو مذكورٌ في موضعه . وأبو حُجَيْرِ : جَدُّ خالدِ بنِ عبد الرحمن السَّرِيِّ الرّواي عن أبي الجَماهِر وعنه النَّسائِيُّ . وقالوا : فلانٌ حَجَرُ الأرضِ أي فَرْدٌ لا نَظِيرَ له ونحُوه قولُهم : فلانٌ رَجلُ الدَّهرِ . وحَجرٌ : لَقَبُ جَدَّ إِمامِ الأَئِمَّةِ الحُفّاظِ : شِهَابِ الدِّين أَبي الفَضْلِ أَحمدَ بنِ عليِّ بنِ محمّدَ بن محمّدَ بنَ عليِّ بنَ محمودَ بنَ أحمدَ العَسْقَلانيِّ الكِنَانيِّ المِصْرِيِّ عُرِفَ جَدُّه بابنِ حَجرٍ وبابن البَزّاز وقَرِيبُه الإمامُ المحدِّثُ شَعبانُ بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ أبو الطَّيِّبِ وأُمُّ الكِرَامِ أنُس زوجةُ ابن حَجَر محدِّثون وهم بَيتُ حديثٍ وفِقْهٍ وأما الحافظُ أبو الفَضْلِ فهو مَحْضُ مِنَّةٍ من الله تعالَى على مصرَ خاصَّة وعلى مَن سواهم عامّة وترجمتُه أُلِّفَتْ في مُجَلَّدٍ كبيرٍ وبَلَغَ في هذا الشأْنِ ما لم يَبْلُغْهُ غيرُه في عَصْره بل ومَن قبلَه وكان بعضٌ يُوَازيه بالدَّار قُطْنِيِّ وقد انتفعْتُ بكُتبه وكان أَوّلُ فُتُوحِي في الفنِّ على مؤلَّفاته وحَبَّبَ اللهُ إليَّ كلامَه وأمالِيَه فجمعتُ منها شيئاً كثيراً فجزاه اللهُ عنّا كلَّ خَيرٍ وأَسْكَنَه بُحبُوحَ الفَرَادِيسِ من غير ضَيْرٍ . ووالدُه نُورُ الدِّين عليٌّ مِمَّن سمِعَ من ابن سَيِّدِ الناسِ وكان يَحفظ الحاوِيَ الصَّغِيرَ وجَدُّه قُطْبُ الدِّين أبو القاسِم محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عليٍّ مِمَّن أجازَ له أبو الفَضْلِ بنُ عَساكِرَ وابنُ القَوّاسِ وتوفي سنة 741 . وعمَّه فَخْرُ الدِّين عُثمانُ بنُ عليٍّ تَفقَّه عليه ابنُ الكُوَيْك والسِّراجُ الدَّمَنْهُوريُّ وتُوفِّي سنة 714 ، تَرْجَمَه العَفِيفُ المَطَرِيُّ ووُلِدَ الحافِظُ أبو الفَضْل في 22 شعبان سنة 773 وتوفي في 28 ذي الحجّة سنة 852 على الصحيح