سُمِّيَ بذلك لأَنّه أَنْفَذَ حَركَةَ هاءِ الوَصْلِ إِلى حَرْفِ الخُرُوجِ وقد دَلَّت الدَّلاَلَةُ على أَنَّ حَرَكَة هاءِ الوَصْلِ ليس لها قُوَّةٌ في القِيَاسِ مِنْ قِبَلِ أَنّ حُرُوفَ الوَصْلِ المَتَمَكِّنة فيه التي هي الهاءُ مَحمولَةٌ في الوصلِ عليها وهي الأَلف والياءُ والواو لا يَكُنَّ في الوَصْلِ إِلاَّ سَوَاكِنَ فلما تحَرَّكَتْ هاءُ الوصلِ شابَهَتْ بذلكَ حُروفَ الرَّويّ تَنَزّلَتْ حُرُوفُ الخُرُوجِ مِن هاءِ الوَصْلِ قَبْلَهَا مَنْزِلَةَ حُروفِ الوَصْلِ من حَرْفِ الرَّوِيّ قَبْلَهَا فكما سُمِّيَتْ حَرَكَةُ هاءِ الوَصْلِ نَفَاذًا لأَن الصوت جَرَى فيها حَتَّى اسْتَطَالَ بِحُرُوفِ الوَصْلِ وتَمَكَّنَ بها اللِّينُ كما سُمِّيَتْ حَرَكَة هاءِ الوَصْلِ نَفَاذاً لأَنّ الصَّوْتَ نَفَذَ فيها إلى الخُرُوجِ حَتّى استَطَالَ بها وتَمَكَّنَ المَدُّ فيها ونُفُوذُ الشيْءِ إِلى الشيْءِ نَحْوٌ في المَعْنَى مِنْ جَرَيَانِه نَحْوَه . وأَنْفَذَ الأَمْرَ : قَضَاهُ وأَنْفَذَ القَوْمَ : صارَ منهم هكذا في النُّسخ والصَّواب : بينهم أَو أَنْفَذَ القَوْمَ إِذَا خَرَقَهُم وفي نسخة فَرَّقَهُم وليس بشيْءٍ ومَشَى في وَسَطِهِم ويقال : نَفَذَهم إِذَا جَازَهم وتَخَلَّفَهُمْ لايُخَصُّ به قَوْمٌ دون قومٍ كأَنْفَذَهم . رُبَاعِيًا لغة في الثلاثيّ وفي حديث ابنِ مسعود " إِنَّكُمْ مُجموعُونَ في صَعيدٍ واحدٍ يَنْفُذُكُم البَصَرُ " قال أَبو عُبَيْدٍ معناه أَنه يَنْفُذهم بصرُ الرحمنِ حَتَّى يأْتيَ عليهم كُلِّهم قال الكسائيّ : يُقال : نَفَذَني بَصَرُه يُنْفُذُني إِذا بَلَغَني وجَاوَزَني وقيل : أَراد يَنْفُذُهم بصَرُ الناظرِ لاستواءِ الصَّعِيدِ قال أَبو حاتمٍ أَصحابُ الحديثِ يَرْوُونَه بالذال المعجمة وإِنما هو بالدال المُهمَلة أَي يَبلُغ أَوَّلَهُم وآخِرَهم حتى يَرَاهُمْ كُلَّهُم ويَستَوْعِبَهُمْ من نَفَد الشَّيْءَ وأَنْفَدْتَه وحَمْلُ الحديثِ على بَصَرِ المُبْصِر أَوْلَى مِن حَمْلِه على بَصرِ الرَّحمنِ لأَن اللهَ يَجمَع الناسَ يومَ القِيامَة في أَرْضٍ يَشْهَدُ جَمِيعُ الخَلائقِ فيها مُحَاسَبَةَ العَبْدِ والواحِد على انفِرَادِه ويرون ما يَصِيرُ إِليه ومنه حديث أَنسٍ " جُمِعُوا في صَرْدَحٍ يَنْفُذُهم البَصَرُ ويُسْمِعُهم الصَّوْتُ " وهو مجازٌ كما في الأَساس . من المَجاز أَيضاً : طَرِيقٌ نَافِذٌ أَي سَالِكٌ وفي الأَساس : أَي عامٌّ يَسْلُكه كُلُّ أَحدٍ . وفي اللسان والطريقُ النافِذُ : الذي يُسْلَك وليس بمَسدودٍ بَيْنَ خاصَّةٍ دون عَامَّة يَسْلُكونه ويقال : هذا الطريقُ يَنْفُذُ إِلى مكان كذا وكذا . وفيه مَنْفَذٌ للقَوْمِ . أَي مَجَازٌ . من المَجاز : النَّافَذُ : الرجلُ المَاضِي في جَمِيع أُمُورِه وله نَفَاذَةٌ في الأُمُور كالنَّفُوذِ والنُّفَّاذ كَصبورٍ ورُمّان النافذ المُطَاع مِن الأَمْرِ كالنَّفِيذ . وأَمرٌ نَفِيذٌ : مُوَطَّأٌ . وفي حديث عبد الرحمن بنِ الأَزْرق " أَلاَ رَجُلٌ يُنْفِذُ بَيننا " أَي يَحْكُم ويُمْضِي أَمْرَهُ فينا يقال : أَمرُه نافِذٌ أَي ماضٍ مُطَاعٌ . والنَّفَذ بالتحرِيكِ : اسم الإِنْفَاذ وأَمَر بِنَفَذِه أَي بإِنْفَاذِه . وفي التهذيب : وأَمَّا النَّفَذُ فقد يُسْتَعْمَل في مَوضِع إِنْفَاذِ الأَمْر يقول : قام المُسْلِمُونَ بِنَفَذِ الكَتَاب أَي بإِنفاذ ما فيه . النَّفَذُ : المَخْرَجُ والمُخْلَصُ يقال أَتَى بِنَفَذِ مَا قَالَ أَي بِالمُخْرَجِ مِنه ومنه الحديث " أَيُّمَا رَجُلٍ أَشَادَ عَلَى مُسْلِمٍ بما هو بَرِيءٌ منه كان حَقًّا عَلى اللهِ أَنْ يُعَذِّبَه أَوْ يَأْتِيَ بِنَفَذِ مَا قَالَ " يقال : إِن في ذلك لَمُنْتَفَذًا ومَنْدُوحَةً المُنْتَفَذُ والمَنْدُوحة : السَّعَةُ وقد تَقدَّم في الدال المُهملة . قال ابنُ الأَعرابيّ عن أَبي المكارم النَّوَافِذُ : كُلُّ سَمٍّ يَوصِلُ إِلى النُّفْسِ فَرَحاً أَو تَرحاً وعنه : قلْت له : سَمِّها . فقال : هي الأَصَرَّانِ والخِنَّابَتَانِ والفَمُ والطِّبِّيجَةُ . قال : والأَصَرَّانٍ : ثُقْباَ الأُذنينِ والخِنَّابَتَانِ سَمَّا الأَنْفِ . عن أَبي سعيد : يقال للخُصومِ إِذا ارتَفعوا إِلى الحاكم . قد تَنَافَذُوا إِليه بالذال أَي