واكْتَلأَتْ عيني اكْتِلاءً إِذا لم تَنَم وحَذِرَتْ أَمراً فسهِرَتْ . وكَلأَ سفينته تَكْليئاً على مِثالِ تَكليمٍ وتَكْلِئَةً على مثال تَكْلِمَةٍ : أَدناها من الشَّطِّ وحَبَسها قال صاحب المشوف : وهذا ممَّا يُقَوِّي أَنَّه فَعَّالٌ كما ذهب إليه سيبويه . وكَلأَ فُلاناً : حَبَسَهُ وكأَنَّه أُخِذَ من كَلاَّءِ السفينة كما فسَّره به غير واحدٍ من أَئمَّة اللغة فيكون مجازاً وقال الأَزهريّ : التَّكْلِئَةُ : التَّقَدُّمُ إلى المكان والوقوف به ومنه يقال كَلأَ فلانٌ إليه في الأَمرِ تَكْليئاً أَي تَقَدَّم وأَنشد الفَرَّاء : .
" فَمَنْ يُحْسِنْ إِلَيْهِمْ لا يُكَلِّئْ ويقال : كَلأْتُ في أَمرِكَ تَكْليئاً أَي تأَمَّلتُ ونَظَرتُ فيه وكَلأَ فيه أَي فُلانٍ : نَظَرَ إليه مُتَأَمِّلاً فأَعجبه حُسْنُه قال أَبو وَجْزَة : .
فإِنْ تَبَدَّلْتَ أَوْ كَلأْتَ في رَجُلٍ ... فلا يَغُرَّنْكَ ذو أَلْفَيْنِ مَغْمُورُ أَراد بذي أَلْفَيْنِ من له أَلفانِ من المالِ وسبَقَ الإيماءُ إلى أنَّه من المجاز نقلاً عن الأَساس .
ك م أ .
الكَمْءُ : نباتٌ م ينفض الأَرضَ فيخرجُ كما يخرج الفُطْرُ وقيل : هو شَحْمُ الأَرضِ والعرب تُسمِّيه : جُدَرِيُّ الأَرضِ وقال الطيبي : شيءٌ أبيضُ من شَحْمٍ يَنْبُتُ من الأَرض يقال له شَحْمُ الأَرضِ ج أَكْمُؤٌ كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ وكَمْأَةٌ كتَمْرَةٍ وقال ابنُ سيده : هذا قولُ أَهلِ اللغة . وقال أَبو عمرو : لا نظيرَ له غيرُ رَاجلٍ ورَجْلَة وسيأْتي في ر ج ل أَو هي اسمٌ للجَمْعِ ليست بجمع كَمْءٍ لأنَّ فَعْلَة ليس ممَّا يُكَسَّر عليه فَعْلٌ قاله سيبويه فلا يُلْتَفت إلى ما قاله شيخنا : كلامٌ لا معنى له وحكى ثعلب : كَمَاةٌ كقَنَاةٍ قال شيخنا : وفيه تَسَمُّحٌ أَو هي أَي الكَمْأَةُ للواحد والكَمْءُ للجمع قاله أَبو خَيْرَة ونقله عنه صاحب التَّمْهيد وقال مُنْتَجِعٌ : كَمْءٌ للواحدِ وكَمْأَةٌ للجمع فمَرَّ رُؤْبةُ فسأَلاه فقال : كَمْءٌ للواحد وكَمْأَةٌ للجميع كما قال مُنْتَجِعٌ . ومثله منقولٌ عن أَبِي الهيثم قال الجوهريّ : على غيرِ قياسٍ وهو من النوادر فإنَّ القياسَ العَكْسُ أَو هي تكون واحدةً وجمعاً حُكِي ذلك عن أَبِي زيدٍ وقال أَبو حَنيفة : كَمْأَةٌ واحدةٌ وكَمْأَتانِ وكَمْآتٌ . وفي المشوف واللسان : الصَّحيحُ من ذلك كلِّه ما ذَكره سيبويه وحكى شَمِرٌ عن ابن الأَعْرابِيّ : يُجمعُ كَمْءٌ أَكْمُؤاً وجمعُ الجمعِ كَمْأَةٌ . وفي الصحاح : تقول : هذا كَمْءٌ وهذان كَمْآنِ وهؤُلاءِ أَكْمُؤٌ ثلاثةٌ فإذا كَثُرَتْ فهي الكَمْأَةُ وقيل : الكَمْأَةُ : هي التي إلى الغُبْرَة والسَّوادِ والجَبْأَةُ إلى الحُمْرَةِ . وفي الحديث " الكَمْأَةُ من المَنِّ وماؤُها شِفاءٌ للعين " قيل إنَّه من المَنِّ حَقيقةً وقيل : ممَّا منَّ اللهُ على عِبادِه بإنعامه . وقال النَّوَوي في شرح مُسْلِم : شُبِّهَتْ به في حُصولِه بلا كُلْفَةٍ ولا عِلاجٍ ولا زَرْعِ بَذْرٍ . قال الكِرماني : وماؤُها يُربى به الكُحْل والتُّوتِيَا نقله شيخنا . والمَكْمَأَةُ بفتح الميم والمَكْمُؤَةُ بضمِّها : موضِعُه أَي الكَمْءِ وأَكْمَأَ المكانُ إِذا كَثُرَ به وأَكْمَأَتِ الأَرضُ فهي مُكْمِئَة كمُحْسِنَة : كَثُرَت كَمْأَتُها وأرضٌ مُكْموءةٌ : كثيرةُ الكَمْأَة . وأَكْمَأَ القَوْمَ : أَطْعَمَهُم إيَّاهُ أَي الكَمْءَ كَكَمَأَهُمْ كَمْأً ثُلاثيًّا والأَوَّل عن أَبِي حنيفة . والكَمَّاءُ ككَتَّانٍ : بيَّاعُهُ وجانِيهِ للبَيْعِ أيضاً أَنشد أَبو حنيفة : .
لقد سَاءَنِي والنَّاسُ لا يَعْلَمونَهُ ... عَرَازِيلُ كَمَّاءٍ بِهِنَّ مُقِيمُ وحُكِي عن شَمِر : سمعتُ أَعرابيًّا يقول : بنو فلانٍ يقتُلونَ الكَمَّاءَ والضَّعيفَ . وكَمِئَ الرجُلُ كفَرِحَ يَكْمَأُ كَمَأً مهموزٌ حَفِيَ بهاء مهملة من الحَفَاء وعليه نَعْلٌ كذا في النُّسخ وعبارة الجوهريّ : ولم تكن عليه نَعْلٌ ومثله في اللسان فما أَدري من أين أَخذه المُصَنِّف وقيل الكَمَأُ في الرَّجُلِ كالقَسَطِ ورجلٌ كَمِئٌ قال : .
" أَنْشُدُ باللهِ مِنَ النَّعْلَيْنِيَهْ .
" نِشْدَةَ شَيْخٍ كَمِئَ الرِّجْلَيْنِيَهْ