وقيل كَمِئَتْ رِجْلُه بالكسر : تَشَقَّقَتْ عن ثعلب والظاهر أنَّ ذِكْر الرِّجْلِ مِثالٌ فقد قال الزَّمخشري في الأَساس : ومن المجاز : كَمِئَتْ يدُه ورِجْلُه من البَرْدِ والعَمَل انتهى أَي تَشَقَّقَتْ . وكَمَأَتْ بالفتح كذا في نسخة الأَساس ولعلَّه غَلَطٌ من الكاتب والصَّحيحُ كفَرِحَتْ كما تقدَّم والعَجَبُ من شيخنا لم يُنَبِّه عليه ولا على ما تقدَّم في كلأَ من المجازات مع دَعْواه الكثير والله عليمٌ بصير . وكَمِئَ فلانٌ عن الأَخبارِ كَمَأً : جَهِلَها وغَبِيَ عنها فلم يَفْطُنْ لها قال الكسائيّ : إِنْ جَهِل الرجُلُ الخَبَرَ قال : كَمِئْتُ عن الأَخبار أَكْمَأُ عنها . وقد أَكْمَأَتْهُ السِّنُّ أَي شيَّخَتْهُ بتشديد الياء عن ابن الأَعْرابِيّ . وتَكَمَّأَهُ أَي الأَمْرَ إِذا تَكرَّهَهُ نقله الصاغاني وفي الأَساس : خَرَجوا يَتَكَمَّئونَ : يَجْتَنونَ الكَمْأَةَ . وتَكَامَأْنا في أَرضهم وتَكَمَّأَتْ عليه الأَرضُ وتَلَمَّعَتْ عليه وتَوَدَّأَتْ إِذا غَيَّبَتْهُ فيها وذهبتْ به عن ابن الأَعْرابِيّ .
ك ي أ .
الكَاءُ والكَاءةُ والكَيْءُ والكَيْئَةُ بالفتح على الإطلاق والهاءُ للمبالغة وضبطه في العُباب فقال : مثال الكاع والكاعة والكَيْع والكَيْعة فكان ينبغي للمصنف ضبطُه على عادته : الضَّعيفُ الفؤادِ الجَبَانُ قال أَبو حِزامٍ العُكْلِيُّ : .
وإِنِّي لكَيْءٌ عن المُوِئبَاتِ ... إِذا ما الرَّطِيءُ انْمَأَى مَرْثَؤُهْ ورجلٌ كَيْئَةٌ وهو الجَبانُ قال العكليّ أيضاً : .
لِلاَ نَأْنَإٍ جُبَّإٍ كَيْئَةٍ ... يُملَّى مَآبِرَه نَنْصَؤُهْ وقد كِئْتُ عن الأَمرِ بكسر الكاف أَكِئُ كَيْئاً وكَيْأَةً وكُؤْتُ عنه أَكُوءُ كَوْأً وكَأْواً على القَلْبِ أَي نَكَلْتُ عنه أَو نَبَتْ عنه عيني فلم أُرِدْه وقال بعضهم : أَي هِبْتُه وجَبُنْتُ عنه وكان الأَولى بالمصنف أَن يُميِّز بين المادَّتين الواوية واليائية فيذكر أَوَّلاً كوأَ ثمَّ كيأَ كما فعله صاحب اللسان ولم ينبِّه عليه شيخنا أَصلاً وأَكاءهُ إِكاءً وإِكَاءةً هذا محلُّ ذِكرِه فإنَّ الهمزة زائدةٌ كأَقام إقامةً لا حرف الهمزة وقد سبقت الإشارة إلى ذلك : فاجَأَهُ على تَئِفَّةِ أَمْرٍ أَرادَه وفي نسخة تَفِيئَةِ أَمرٍ وقد تقدَّم تفسير ذلك فهَابَهُ وردَّه عنه وجَبُن فرَجَعَ عنه . وأَكأْتُ الرجلَ وكِئْتُ عنه مثل كِعْتُ أَكيعُ . قال صاعدٌ في الفُصوص : قرأَ الزُّبَيْدِيُّ على أَبِي عليٍّ الفارسيّ في نوادِر الأَصمَعِيّ : أَكأْتُ الرجلَ إِذا ردَدْتَهُ عنك . فقال : يا أَبا محمَّدٍ أَلْحِقْ هذه الكلمَةَ من أَجَأ فلم أَجد له نَظيراً غيرَها فتنازع هو وغيرُه إلى كُتُبه فقلت : أَيُّها الشيخُ ليس كأت من أَجأ في شيءٍ قال : كيف ؟ قلت : حكى أَبو إسحاق الموصليُّ وقُطْرُب كَيِئَ الرجلُ إِذا جَبُن فخجل الشيخُ وقال : إِذا كانَ كذلك فليس منه . فَضَرَب كُلٌّ على ما كَتب انتهى . قال في المشوف : وفي هذه الحكاية نَظَرٌ فقد كانَ أَبو عليٍّ أَعْلَمَ من أَن يَخفى عليه مثلُ هذا ويَظْهَرَ لصاعد وقد كانَ صاعدٌ يَتساهلُ عفا اللهُ عنه .
فصل اللام مع الهمزة .
ل أ ل أ .
اللُّؤْلُؤُ لا نظيرَ له إِلاَّ بُؤْبُؤٌ وجُؤْجُؤٌ وسُؤْسُؤٌ ودُؤْدُؤٌ وضُؤْضُؤٌ : الدُّرُّ سمِّي به لضَوئِه ولمَعانِه واحِدُة لُؤْلُؤَةٌ بهاءٍ والجمع الَّلآلِئُ وبائعُه لأَّلٌ حكاه الجوهريّ عن الفَرَّاء وذكره أَبو حيَّان في شرح التسهيل وقال أَبو عبيدة : قال الفَرَّاء : سمعتُ العربَ تقول لصاحب اللؤْلُؤِ لأّءٌ على مثال لعَّاعٍ وكره قول الناس لأَّلٌ على مثال لعَّال . ولأْلاءٌ كسلسال غريبٌ قلَّ من ذكره من أَرباب التصانيف وأَنكره الأَكثر قاله شيخنا قال عليُّ بنُ حمزة : خالف الفَرَّاء في هذا الكلام العربَ والقياسَ لأنَّ المسموع لأَّلٌ ولكن القياسُ لُؤْلُئيٌّ لأنَّه لا يُبنى من الرُّباعيِّ فَعَّالٌ . ولأَّلٌ شاذٌّ . انتهى . لا لأَّءٌ كما قال الفَرَّاء ولا لأَّلٌ كما صوَّبه الجوهريّ وقال الليثُ : اللُّؤْلُؤُ معروفٌ وصاحبه لأَّلٌ حذفوا الهمزة الأَخيرة حتَّى استقام لهم فَعَّالٌ وأَنشد :