أَراد الكوالئَ فإمَّا أَن يكون أَبدل وإمَّا أَن يكون سَكَّنَ ثمَّ خَفَّف تخفيفاً قِياسيًّا . وأَكْلأَ في الطعام وغيرِه إكِلاَءً وكَلأَ تَكْليئاً : أَسلَفَ وأَسلَمَ أَنشد ابن الأَعْرابِيّ : .
فمنْ يُحْسِنْ إِليهِمْ لا يُكَلِّئْ ... إلى جَازٍ بذاك ولا كَرِيمِ وفي التهذيب : ولا شَكورِ وأَكْلأَ عُمُرَه : أَنهاهُ وبلَغَ اللهُ بك أَكْلأَ العُمْرِ أَي أَقصاهُ وآخره وأَبْعَدَه وهما من المجاز وكان الأَصمَعِيّ لا يهمزه . واكْتَلأَ كُلأَةً وتَكَلأَها أَي تَسَلَّمَها وكَلأَ القومَ : كانَ لهم رَبيئَةً ويقال : عَيْنٌ كَلُوءٌ وناقةٌ كَلُوءُ العينِ ورجلٌ كَلُوءُ العينِ أَي شِديدُها لا يَغْلِبُها النَّوْمُ وفي بعض النُّسخ لا يَغْلِبُه بتذكير الضمير وكذلك الأُنثى قال الأَخطل : .
ومَهْمَهٍ مُقْفِرٍ تُخْشَى غَوَائِلُهُ ... قَطَعْتُه بكَلُوءِ العَيْنِ مِسْفارِ ومنه قولُ الأَعرابيّ لامرأته : واللهِ إنِّي لأُبْغِضُ المرأَةَ كَلُوءَ اللَّيْلِ . وفي الأَساس : ومن المجاز : كَلأْتُ النَّجْمَ متى يطلُع : رَعَيْتُه و .
" للعَيْنِ فِيهَا مَكْلأٌ تُديمُ النَّظَرَ إليها كأَنَّك تَكْلَؤُها لإِعجابك بها ومنه : رجلٌ كَلُوءُ العَيْنِ : ساهِرُها لأنَّ الساهر يوصَف برِقْبَةِ النُّجومِ . واكتلأَت عيني : سهرتْ وأَكْلأْتُها : وكلأتها أَسْهَرْتُها . انتهى . والكَلاَّءُ ككَتَّانٍ : مرفأُ السُّفُنِ وهو عند سيبويه فَعَّالٌ مثل جَبَّارٍ لأنَّه يَكْلأُ السُّفُنَ من الرِّيح وعند ثعلب فُعْلاءُ لأنَّ الرِّيح تَكِلُّ فيه فلا تنخرق قال صاحب المشوف : والقولُ قولُ سيبويه ومنه سُوق الكَلاَّءِ مشدودٌ ممدود ع بالبَصْرَةِ لأنَّهم يُكَلِّئُونَ سُفُنَهم هناك أَي يحبِسونها . وكَلأَ القومُ سَفينَتهم تَكْليئاً وتَكْلِئَةً على مثال تَكليمٍ وتَكْلمة : أَدْنَوْها من الشَّطِّ وحَبسوها وهذا يؤَيِّد مذهب سيبويه . وفي حديث أَنس وذَكَرَ البصرَةَ : إيَّاكَ وسِباخَها وكَلاَّءهَا . وفي مراصد الاطلاع : مَحَلَّة مشهورةٌ وسوقٌ بالبصرة . انتهى . وهو يؤنَّث أَي على قول ثعلبٍ ويذكَّرُ ويُصْرَف وذكر أَبو حاتم أَنَّه مُذكَّر لا يؤنِّثه أَحدٌ من العرب وهذا يُرَجِّحُ ما ذهب إليه سيبويه وفي التهذيب : الكَلاَّءُ بالمدّ : مكانٌ تُرْفَأُ فيه السُّفُن وهو ساحلُ كلِّ نهرٍ كالمُكَلأِ كمُعَظَّمٍ مهموزٌ مقصورٌ وكَلأْتُ تَكْلِئَةً إِذا أَتيتَ مكاناً فيه مُسْتَتَرٌ من الرِّيح والموضعُ : مُكَلأٌ وكَلاَّءٌ . وفي الحديث : من عَرَّضَ عَرَّضْنا له ومن مَشَى على الكَلاَّءِ أَلْقَيْناهُ في النَّهر . معناه أَنَّ من عَرَّض بالقَذْفِ ولم يُصَرِّحْ عَرَّضْنا له بتأْديبٍ لا يبلُغُ الحَدَّ ومن صرَّح بالقَذْفِ فركِبَ نَهَرَ الحُدُودِ ووسَطَه أَلقيناه في نَهَرِ الحَدِّ فحَدَدْناهُ وذلك أنَّ الكَلاَّءَ مرفأُ السُّفُنِ عند الساحل وهذا مَثَلٌ ضربه لمن عَرَّضَ بالقَذْفِ شبَّهه في مقاربته للتصريح بالماشي على شاطئِ النهر وإِلقاؤُه في الماء إِيجابُ القَذْف عليه وإِلزامه بالحَدِّ قلت : وهو مجازٌ كما يرشده كلام الأَساس ويُثنَّى الكَلاَّءُ فيقال كَلاَّءانِ ويُجمع فيقال كَلاَّؤُون وقال أَبو النجم : .
" يَرَى بكَلاَّوَيْه منهُ عَسْكَرَا .
" قَوْماً يَدُقُّونَ الصَّفَا المُكَسَّرَا وصفَ الهَنيءَ والمَريءَ وهما نهرانِ حفرهما هشام بنُ عبد الملك يقول يرى بكَلاَّوَيْ هذا النَّهْرِ قوماً يحفِرونَ ويَدُقُّونَ حِجارةً موضعَ الحَفْرِ منه ويُكَسِّرونَه وعن ابن السكِّيت : الكَلاَّءُ : مُجتمع السُّفُنِ ومن هذا سمِّي كَلاَّءُ البصرَةِ كَلاَّءً لاجتماع سُفُنِه . واكْتَلأَ منه : احْتَرَس قال كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ : .
أَنَخْتُ بَعيري واكْتَلأْتُ بعَيْنِه ... وآمَرْتُ نَفْسي أَيَّ أَمْريَّ أَفْعَلُ