والْمجلَد كمِنْبَر : قِطْعَةٌ مِنْ جِلْدٍ تُمسِكُها النَّائحَةُ بيدِها وتَلْدِمُ أَي تَلطِمُ بها وَجْهَهَا وخَدَّهَا . ج مَجَاليدُ عن كُراع . قال ابن سيده : وعندي أَن المَجاليد جمْعُ مِجْلادٍ لأَنَّ مفْعَلاُ ومِفْعالاً يَعتقبانِ على هذا النَّحْوِ كثيراً . وجَلَدْته بالسَّيْف والسَّوْط . والمُجالدَةُ : المُبالطةُ . وجَالَدُوا بالسّيْفِ : تَضَارَبُوا وكذا تَجالَدوا واجْتَلَدُوا . والجَلِيدُ : ما يَسْقُط من السَّماءِ علَى الأَرْضِ منَ النَّدَى فيَجْمُدُ . وقال الجوهريّ : هو الضَّريب والسَّقِيط . وفي الحديث حُسْنُ الخُلُقِ يُذِيبُ الخَطَايَا كما تُذِيب الشَّمْسُ الجَلِيد . والأَرْضُ مَجلودَةٌ : أَصابَها الجَليدُ . وجَلِدَت الأَرضُ كفَرِحَ وأَجْلَدَت وهذه عن الزّجّاج وأَجلَدَ لنّاسُ . وجَلِدَ البَقْلُ ويقال في الصَّقِيع والضَّريب مثْله والقَومُ أُجْلِدُوا على ما لم يُسَمَّ فَاعِلُه : أَصابَهُم الجَلِيدُ هو الماءُ الجامدُ من البَرد . ومن المَجاز . إِنَّهُ ليُجْلَدُ بكلِّ خَيرٍ أَي يُظَنُّ به ورواه أَبو حاتم يُجلَذ بالذّال المعجمة . وقَول الإِمام محمّد بن إِدريسَ الشّافعيّ رضي اللّه عنه : كَانَ مُجَالِدٌ يُجْلَدُ أَي يُكذَّب أَي يُتَّهَم ويُرْمَى بالكذب فكأَنّه وَضَعَ الظّنَّ مَوضع التُّهمَةِ . وجُلِدَ بِه كعُنِي . سَقَطَ إِلى الأَرض من شِدّة النَّوم ومنه الحديث أَنَّ رَجلاً طَلَب إِلى النّبيّ صلَّى اللّه عليه وسلّم أَن يُصلِّيَ معَه باللَّيْلِ فأَطَالَ النَّبيُّ صلَّى اللّه عَليْه وسلّم في الصَّلاَة فجُلِدَ بلا رَّجُلِ نَوماً أَي سقَطَ من شِدّة النَّوْم . وفي حديث الزُّبير كنتُ أَتَشدَّد فيُجلَدُ بي أَي يغلِبني النّومُ حتَّى أَقَعَ . واجْتَلَد ما في الإِناءِ : شَرِبَه كُلَّه . قال أَبو زيد : حَمَلْت الإِناءَ فاجتَلَدْته : واجتَلَدْت ما فيه إِذا شَرِبْتَ كُلَّ ما فيه . وقُولهم صَرّحَتْ بجِلْدَانَ بكسر الجيم وجِلْدَاءَ ممدوداً بمعنَى جِدَّاءَ وقد تقدّم بيانُه . يُقال ذلك في الأَمر إِذا بَان . وقال اللِّحيانيّ . صَرّحتْ بجِلْدَان أَي بجِدّ . وبنو جَلْدٍ بفتح فسكون : حَيٌّ من سَعد العَشيرَة . وجَلُودُ كقَبُول : ة بالأَندلُس وقيل بإِفْريقية قاله ابن السِّكّيت وتِلميذه ابنُ قُتيبة . وفي شُروح الشِّفَاءِ : هي قَرْيَةٌ ببغدادَ أَو الشامِ أَو مَحَلّة بنَيْسَابُورَ مِنه هكذا بتذكير الضَّمِيرِ كَأَنَّه باعتبار المَوضع حَفْصُ بن عاصمٍ الجَلُودِيّ وقد أَنكر ذلك عليُّ ابنُ حمزَةَ كما سيأْتي . وأَمَّا الإِمام أَبو أَحمدَ محمّدُ بن عيسى ابن عبد الرحمن بن عَمْرَوية بن منصور الجُلُوديّ النَّيسابوريّ الزّاهِدُ الصُّوفيُّ رَاوِيَةُ صحيح الإِمام مُسْلم بن الحَجّاجِ القُشَيْريّ فبالضّمّ لا غَيرُ قال أَبو سعيد السمعانيّ : نِسْبة إِلى الجُلُود جمْع جِلْد . وقال أَبو مَنسوب إِلى سِكَّة الجُلُودِيِّين بنَيْسابُورَ الدارِسة . وفي التَّبصير للحافظ : وقد اختُلف في جيم راوي صحيح مُسْلم فالأَكثر على أَنّه بالضّمّ وقال الرُّشَاطيّ : هو بالفتح على الصّحيح وكذا وَقعَ في رِواية أَبي عليّ المطريّ . وتعقَّبه القاضي عياضٌ بأَنَّ الأَكثر على الضّمّ وأَنَّ من قالَه بالفتح اعتمدَ على ما قاله ابن السِّكّيت . قلْت : وهو عَجيبٌ ؛ لأَنَّ أَبا أَحمدَ من نَيسابورَ لا من إِفريقية وعَصرُه متأَخِّر عن عصْرِ الفرّاءِ وابن السِّكّيت بمدّة فكيفَ يُضبَط من لم يجىء بعدُ . والحَقُّ أَن راوِيَ مسلمٍ منسوب إِلى سِكَّة الجُلُودِ بنَيسابور فهو بالضّمّ انتهى . قلت : ومنها أَيضاً أَبو الفضْل أَحمدُ ابن الحَسن بن محمّد بن عليٍّ الجُلُودي المُفسِّر رَوَى عن أَبي بكرِ بن مردويْه وغيره قرَأْت حديثَه في الجزءِ الثاني من معجم أَبي عليّ الحَدّاد المقري . ووَهِم الجوهَرِيُّ في قوله : ولا تَقل الجُلُوديّ أَي بالضمّ . وفي التبصير الحافظ ابن حجر : وقال أَبو عُبيد البكريّ : جلُودُ بفتح أَوَّلِه على وزْن فَعُول قرِيَةٌ من قُرَى إِفريقية يقال فُلاَنٌ الجَلُوديّ ولا يُقَال بالضّمّ إِلاّ أَن يُسب إِلى الجُلُودِ : قال : وهذا إِنَّمَا يَتمُّ إِذَا غَلَبَت وصارَت بالاسم نحو الأَنصار والشعوب . وقال الجوهريّ في الصّحاح : فُلانٌ