الأَيِّدُ ككَيِّسٍ القَوِيُّ يقول : إِذا اللّهُ تعالَى وَتَّرَ القَوسَ الّتي في السّحاب رَمَى كُلَى الإِبلِ وأَسنِمَتَها بالشَّحْم يعنِي من النَّبات الّذي يكون من المَطَر . وأَيْدٌ : ع قُربَ المدينة على ساكنها أَفضلُ الصَّلاة والسّلام من بلادِ مُزَينةَ . وضبطه البَكريُّ بالرَّاءِ في آخره بدل الدال وقال : هو ناحيةٌ من المدينة يَخرجون إِليها للنُّزهة . وستأْتي الإِشارة إِليه إِن شاءَ اللّه تعالى .
فصل الباءِ الموحدة مع الدال المهملة .
بجد .
بَجَدَ بالمكان يَبْجُد بُجُوداً كقُعُودٍ وبَجْداً الأَخِيرَة عن كُراع وبَجَّدَ تَبجيداً وهذه عن ابن الأَعرابيّ أَي أَقامَ به . وبَجَدَت الإِبلُ بُجُوداً وبَجَّدَتْ : لزمَتِ المَرْتَعَ ويقال للرّجُلِ المُقيمِ بالمَوضع إِنّه لبَاجِدٌ . والبَجْدَةُ بفتح فسكون : الأَصْلُ والصَّحْرَاءُ والتُّراب والبَجْدَة أَيضاً : دِخْلَةُ الأَمْرِ وباطِنُه أَي بطانَتُه يقال : هو عالمٌ ببَجْدةِ أَمْرِك . وبضَمّةٍ وبضَمَّتين ففيه ثلاث لُغاتٍ . ومن المَجاز هو ابنُ بَجْدَتِها وفي كُتب الأَمثال أَنا ابنُ بَجْدَتها يقال ذلك للعالِمِ بالشّيءِ المتقنِ له الممِّزِ له . والهاءُ راجعةٌ إِلى الأَرض قاله الميدانيّ والزّمخشريّ . ويقال أَيضاً : هو ابنُ مَدِينتها وابن بَجْدتها . وكذلك يقال للدَّليلِ الهادِي الخرِّيتِ ثم تُمُثِّل به لكلِّ عالمٍ بالأَمرِ ماهرٍ فيه . ويقال : البَجْدَةُ التُّرَابُ فكأَنّ قولَهم : أَنا ابنِ بَجْدَتِها : أَنا مَخلوقٌ من تُرَابها . قالَ كعب بن زُهير : .
فيها ابن بَجْدَتِهَا يَكادُ يُذِيبه ... وَقَدُ النّهَارِ إِذا استنارَ الصَّيْخَدُ يعنِي بابن بَجْدتِها الحرْبَاءَ والهاءُ في قوله فيها إِلى الفَلاة الّتي يَصِفها . وكذلك يُقَال لمن لا يَبْرَحُ مكانَه مأْخُوذ مِنْ قوله - وفي بعض النُّسخ عن قوله وهو خطأُ - : بَجَدَ بالمكان إِذا أَقامَ به ومَنْ أَقَامَ بَموضعٍ علِمَ ذلك أَي عِلْمُه ومثْله في المحكم . ويقال عليه بَجْدٌ مِنّا : من النّاس أَي جَمَاعَةٌ وجمْعهُ بُجودٌ قال كعْبُ بن مالك : .
تَلوذُ البُجودُ بأَذْرائِنا ... من الضُّرّ في أَزَماتِ السِّنِينَا والبَجْدُ من الخَيْلِ : مائةُ فأَكثَرُ عن الهَجَريّ . وقولهم : اشتَملَ ببِجادِه واحتَبَى بنِجَادِه البِجَاد ككِتَابٍ : كسَاءٌ مُخطَّطٌ من أَكْسِيَة الأَعراب . وقِيل : إِذا غُزِلَ الصُّوفُ يَسْرَةً ونُسِجَ بالصِّيصَة فهو بِجَادٌ والجمْع بُجُدٌ . ويقَال للشُّقَّة من البُجُد قَلِيحٌ وجمْعُه قُلُحٌ . ومنه عَبْدُ اللّه بن عَبْد نِهمْ بن عَفيفِ بن سُحَيم بن عَدِيّ بن ثَعلبةَ بن سَعْد المُزنيّ الصّحابيّ من المهاجرين السابقين وعَدَّه بعضٌ من أَهْل الصُّفَّة ولَقَبُه ذو البِجَادَين قال ابن سيده : أُرَاه كانَ يَلبَسُ كِساءَيْن في سَفَرِه مع رسولِ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلَّم وقيل سَمَّه رَسولُ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلَّم بذلك لأَنّه حين أَراد المَصير إِليه قَطَعَتْ أُمُّه بِجَاداً لها قِطْعَتينِ فارتَدَى بإِحداهما واتَّزَرَ بالأُخرَى وهو دَلِيلُ النّبيِّ صلَّى اللّه تعالى عليه وسلّم في بعض الغَزَوات . وإِلاّ فالّذِي في الصّحيح أَن دَليلَه مالكُ لبن فُهَيْرَةَ على ما عُرِفَ . وبَجُوداتُ بالفتح في دِيار بنِي سَعْد : مَواضِعُ م أَي معروفَة وربما قَالُوا بَجُودَةُ وقد ذَكَرَها العجّاجُ في شعره فقال : .
" بَجَّدْن للنَّوحِ