جمْع عَرَبة وهي النَّفْسُ . ومن المجاز : النَّفْحَةِ من الأَلبان : المَخْضَة وقد نَفَحَ اللَّبَنَ نفْحَةً إِذا مَخضَه مَخضَةً . وقال أَبو زيد : من الضُّروع النَّفُوحُ أَي كصَبور وهي التي لا تَحبِسُ لَبَنَها . ومن النُّوق : ما تُخرِج لَمبنَها من غَيْر حَلْبٍ وهو مَجاز . والنَّفُوحُ من القِسِيِّ : الطَّرُوحُ وهي الشَّدِيدةُ الدَّفْعِ والحَفْزِ للسَّهْم حكاه أَبو حنيفةَز وقيل : بَعيدةُ الدَّفْعِ للسَّهْم كما في الأَساس وهو مَجاز كالنَّفِيحَة والمِنْفَحةِ وهما اسْمان للِقوس . وفي التهذيب عن ابن الأَعرابيّ : النَّفْحُ : الذَّبّ عن الرَّجلِ وقد نافَحَه إِذا كا فَحَه وخَاصَمَه كنَاضَحَه . وقد تقدّم . وفي الحديثِ أَن جِبريلَ مَعَ حَسَّانَ ما نافَحَ عنِّي أَي دَافَع . والمُنَافَحَة والمُكافحة : المُدافعةُ والمُضارَبَة وهو مَجاز . يريد بمنافحتِه هِجَاءَ المشركين ومُجَاوَبَتَهُم على أَشعارِهم . وفي حديث عليٍّ رضي اللّه عنه في صِفِّينَ نافِحُوا بالظُّبا أَي قاتِلُوا بالسُّيوف . وأَصْله أَن يَقرُب أَحَدُ المقاتلين من الآخَر بحَيث يَصِلُ نَفْحُ كلِّ واحدٍ منهما إِلى صاحِبه وهي ريحُه ونَفَسُه . والإِنفَحَة بكسر الهمزة وهو الأَكثرُ كما في الصّحاح والفصيح وصرَّحَ به ابن السِّكِّيت في إِصلاح المنْطق فقال : ولا تَقُلْ أَنْفحَة بفتح الهمزة . قال شيخُنَا : وهذَا الّذي أَنكروه قد حكَاه ابنُ التّيّانيّ وصاحبُ العَين . وقد تُشدّد الحاءُ . في هامش الصّحاح منقولاً من خطّ أَبي زكريّا : وهو أَعلَى . وفي المصباح : هو أَكثرُ . وقال ابن السِّكيت : هي اللُّغَة الجيدَة . وقد تُكسَر الفاءُ ولكنّ الفتح أَخفُّ كما في اللسان . والمِنْفَحَة بالميم بدل الهمزة والبِنْفَحَة بالموحَّدة بدلاً عن الميم حكاهما ابنُ الأَعْرَابيّ والقَزَّازُ وجماعة . قال ابن السِّكِّيت : وحَضَرَني أَعرابيّان فصيحانِ من بني كِلاَب فقال أَحدُهما : لا أَقولُ إِلاّ إِنفحَة وقال الآخَرُ : لا أَقولُ إِلاّ مِنْفَحَة . ثمّ افتَرقَا على أَن يَسأَلاَ عنهما أَشياخَ بني كِلاَب فاتَّفقت جَماعَةٌ على قولِ ذا وجماعةٌ على قولِ ذا فهما لغتانِ قال الأَزهريّ عن الليث : الإِنْفَحَة لا تكون إِلاّ لذِي كَرِشٍ وهو شْيءٌ يُستخرَج من بطْنِ الجَدْيِ الرَّضيعِ أَصفرُ فيُعصَر في صُوفةٍ مُبتَلَّة في اللَّبن فيَغْلُظُ كالجُبْن . والجمْع أَنافِحُ قال الشَّمَّاخُ : .
وإِنَّا لمن قَومٍ علَى أَنْ ذَمَمْتِهمْ ... إِذا أَوْلَموا لم يُولِمُوا بالأَنافحِ