قال ابن بَرِّيّ : المتحيِّر : الماءُ الكثيرُ قد تَحيَّرَ لكثْرته ولا مَنْفَذَ له . والنَّفوحُ : الجَنوب تَنَفحُه ببَرْدِها . والنُّبُوح : ضَجَّةُ الحَيِّ . وقال الزّجّاج : النَّفْح كاللَّفْح إِلاّ أَنّ النَّفْح أَعظمُ تأْثيراً من اللَّفْح . وقال ابنُ الأَعرابيّ : اللَّفْح لكلِّ حارٍّ والنَّفْحُ لكلّ باردٍ . ومثْله في الصّحاح والمِصْباح ورواه أَبو عُبيدٍ عن الأَصمعيّ . ومن المجاز : نفَحَ العِرْقُ يَنْفَح نَفْحاً إِذا نَزَا مِنْهُ الدَّمُ . وطَعْنَةٌ نَفّاحَةٌ : دَفّاعة بالدَّم وقد نَفَحتْ به . ونَفَحَ الشَّيءَ بالسَّيفِ تَناوَلَهُ من بعيدٍ شَزْراً . ونَفَحَه بالسَّيْف : ضرَبه ضَرْباً خفيفاً . ومن المجاز : نَفَحَ فُلاناً بشيْءٍ : أَعْطاَاهُ . وفي الحديث : المُكْثِرُون هم المُقِلُّون إِلاّ مَنْ نَفَحَ فيه يمينَه وشِمَالَه أَي ضَرب يدَيْه فيه بالعَطاءِ . ومنه حديث أَسماءَ قال لي رسولُ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم : " أَنفقِي وانضَحِي وانفَحِي ولا تُحْصِي فيُحْصِيَ اللّهُ عَلَيْك . ومن المجاز : نَفَحَ اللِّمَّةَ : حَرَّكها ولَفَّهَا . وفي اللسان : نَفَحَ الجُمَّةَ : رَجَّلَها . وهما متقاربانِ . وفي مصنّفات الغريبِ : النَّفْحَة من الرِّيح في الأَصل الدَّفْعةُ تَجوُّزٌ بها عن الطِّيب الّذي تَرتاح له النَّفْسُ مِنْ نَفَحَ الطِّيبُ إِذا فاحَ . والنَّفْحَة من العَذَاب : القِطْعة . قال اللّيث عن أَبي الهيثم أَنه قال في قول اللّه عّز وجلّ : " ولِئنْ مَسَّهْهُم نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّك " : يقال أَصابَتْنا نَفْحَةٌ من الصَّبَا أَي رَوْحَةٌ وطِيبٌ لا غَمَّ فيه وأَصابتْنَا نَفْحَةٌ من سَمُومٍ أَي حَرٍّ وغَمٌّ وكَرْبٌ . وفي الصّحاح : ولا يزال لفُلانٍ من المعروف نَفَحَاتٌ أَي دَفَعَاتٌ . قال ابن مَيّادةَ : .
لمَّا أَتَيتُكَ أَرْجُو فضْل نائِلكُمْ ... نَفَحْتَني نَفْحَةً طابَتْ لها العَرَبُ