ومن المجاز في أَسجاعهم : إِذا طَلَع النَّطْح طاب السَّطْح . النَّطْح والنّاطِح : الشَّرَطَانِ وهما قَرْنَا الحَمَلِ . قال ابن سيده : النَّطْح نَجمٌ من مَنَازِل القَمر يُتشاءَم به أَيضاً . قال ابن الأَعرابيّ : ما كان من أَسماءِ المَنازِلِ فهو يأْتي بالأَلف والّلامِ كقولك نَطْحٌ والنَّطْح وغَفْرٌ والغَفْر . وقولهم : مَالَهُ ناطحٌ ولا خَابِطٌ أَي شَاةٌ ولا بَعيرٌ . ومن المجاز في الحديث : فارِسٌ - بالضّمّ هكذا والمرادُ به ما يُتاخِم الرُّومَ - نَطْحةٌ أَو نَطْحَتَانِ هكذا بالرّفْع فيهما في اللسانِ وأَوردَه الهروِيّ في الغَربيين في نَطح وفي بعض الأُمَّهات نَطْحةً أَو نَطْحتين بالنَّصْب فيهما أَوردَه ابن الأَثير كالهَرويّ في قرن ثُمَّ لا فَارِسَ بعدَهَا أَبداً ومعناه أَي فِارِسُ تَنْطحُ مَرَّةً أَو مرَّتين ثُمَّ يَزُولُ مُلْكُها ويَبْطُل أَمرُها هكذا فسَّرَهُ الهَرَويّ . في الغَريبَيْن . وفي النّهايَة : أَيْ فارِسُ تُقاتِلُ المسلمينَ مَرّةً أَو مرّتَيْنِ ثمّ يَزُول مُلْكُها فحذف الفعل لبَيان معناه . قال شيخنا : وهذه الأَقوالُ صَريحةٌ في أَنَّهما مَنصوبانِ على المفعوليّة المطلقَة إِلاّ أَنْ يُقَال إِنهم لم يَتقَيّدوا في الخطّ لأَصْل المعنَى أَو أَنهم أَجْوه على لُغَة من يُلْزِم المثنَّى الأَلفَ في جميع الأَحوالِ نحو ساحران أَو نصبُ مرّةً في كلامهم على الظّرْفِية لا المفعُولِيّة المطلقة والظرْف هو الخبرُ عن المبتدَإِ وهو على حذْف مُضاف أَي قِتَالُ فارسَ المسلمين وَقْتاً أَو وَقتينِ فتأَمَّلْ فإِنّه قَلَّ مَن تَعَرَّضَ للتَّكلُّم عليه انتهى . ومما يستدرك عليه : كبْشٌ نَطيحٌ من كِباش نَطْحَي ونَطَائِحَ الأَخيرَة عن اللِّحْيَانيّ ونَعجَةٌ نَطيحٌ ونَطيحَةٌ من نِعاجٍ نَطْحَي ونَطائحَ . ومن المجاز : تَناطَحت الأَمواجُ والسُّيولُ والرِّجَالُ في الحرب . وبين العالِمَيْن والتّاجرَيْنِ نِطاحٌ . وجَرَى لنا في السُّوق نِطَاحٌ . والنِّطَاح أَيضاً المقابلَة في لُغَة الحجَاز ونَطَحَه عنه : دفَعَه وأَزالَه . ومن الأَمثال مَا نَطَحَتْ فيه حَمّاءَ ذاتُ قَرْن يقال ذلك فيمن ذَهَب هَدَراً . وفي الحديث : لا يَنْتَطِحُفيها عَنْزَان أَي لا يَلتَقِي فيها اثنانِ ضَعيفانِ لأَنّ النِّطَاحَ من شأْنِ التُّيُوس والكِبَاش لا العَتُود وهي إِشارة إِلى قصَّة مخصوصة لا يجرِي فيها خُلْف ولا نِزاعٌ . ومحمّد بن صالح بنَ مِهرَانَ بنِ النَّطاحِ حَدّثَ عن معتَمِر بن سُليمانَ وطبقتِه وبُكَيْر بن نَطّاحٍ الشاعر الحَنفيّ أَخباري .
نظح .
أَنْظَحَ السُّنْبلُ بالظَّاءِ المُشَالةِ إِذا جَرَى الدَقيقُ فِيهِ أَي في حَبِّه عن اللَّيث ونقلَه الأَزهريّ وقال : الّذي حفِظْناه وسمِعْناه من الثِّقات نَضَحَ السُّنْبلُ كأَنضَحَ بالضَّاد المعجمة . قال : والظّاءُ بهذا المعنَى تصحيفٌ إِلّا أَن يكون مَحفوظاً عن العرب فتكون لغةً من لُغاتِهِم كما قالوا بَضْرُ المرأَةِ لِبَظرها .
نفح .
نَفَحَ الطِّيبُ كَمَنَعَ يَنفَح إِذا أَرِجَ وفاحَ نَفْحاً بفتح فسكون ونُفَاحاً ونُفُوحاً بالضّمِّ فِيهما ونَفحَاناً محرّكةً . وله نَفْحَةٌ ونَفَحَاتٌ طَيّبة ونافِجَةٌ نافِحةٌ ونوافِجُ نوافِحُ . ومن المجاز : نفَحَت الرِّيحُ : هَبَّتْ أَي نَسَمَت وتَحرَّكَ أَوائِلُهَا كما في الأَساس . ورِيحٌ نَفوحٌ : هَبُوبٌ شديدة الدَّفْعِ . قال أَبو ذُؤَيب يَصف طِيبَ فَمِ مَحبوبته وشَبَّهَه بخَمرٍ مُزِجت بماءٍ : .
ولا مُتحيِّرٌ باتتْ عليه ... ببَلْقَعةٍ يَمانيةٌ نَفوحُ .
بأَطْيب مِن مُقبَّلِها إِذا ما ... دَنَا العَيّوقُ واكتَتَمَ النُّبوحُ