الفَأْفَأُ كَفَدْفَدٍ عن اللّحيانيّ والفَأْفاءُ مثل بَلْبالٍ يقال : رجل فَأْفاءٌ وفَأْفَأُ يُمَدُّ ويُقْصَر وقد فَأَفَأَ وامرأة فَأْفَأَةٌ كذا في لسان العرب فسقط بذلك ما قاله شيخُنا إن المعروف هو المدّ وأما القصرُ فلا يُعْرَف في الوصف إِلاَّ في شعر على جهة الضرورة : هو الذي يُكْثِر تَرداد الكلامِ إِذا تكلَّم أو هو مُرَدِّدُ الفاءِ ومُكْثِرُه في كلامه إِذا تكلّم وهو قول المُبرّد وفيه فَأْفَأَةٌ أَي حُبْسَة في اللّسان وغَلَبَةُ الفاءِ على الكلام وقال الليث : الفَأْفَأَةُ في الكلام كأن الفاء تَغلب على اللسان .
ف ب أ .
الفَبْأَة المَطَرَةُ السريعةُ تأتي ساعةً ثمَّ تَنقشع وتَسْكُن كذا في العُباب .
ف ت أ .
ما فَتأَ مثلثة التاء أَي عين الفعل أما الكسر والنصب فلغتان مشهورتان الأول أشهر من الثاني وأما الضمُّ فلم يَثبت عند أئمة اللغة والنحو وكأنه نقله من بعض الدواوين اللغوية وهو مستبعد قاله شيخنا . قلت : والضم نقله الصاغاني عن الفرّاء والعجب من شيخنا كيف استبعده وهو في العُباب تقول : ما فَتِئَ وما فَتَأَ يَفْتَأُ فَتْأً وفُتوءاً : ما زال وما بَرح كما أفْتَأَ لغة بني تميم رواه عنهم أَبو زيد يقال : ما أفْتَأْتُ أذكره إفْتاءً وذلك إِذا كنتَ لا تزال تَذْكره لغةٌ في ذلك . وفي نوادر الأعراب : فَتِئَ عنه أَي الأمر كسمعَ إِذا نَسِيَه وانْقَذَع عنه أَي تأثر منه وفي بعض النسخ بالفاء والمهملة والمُعجمة أَي لانَ بعد يُبْس وما فتئَ لا يستعمل إِلاَّ في النفي أو ما في معناه أو خاصٌّ بالجَحْدِ أَي لا يُتَكَلَّم به إِلاَّ مع الجَحْد فإن استعمل بغير ما ونحوها فهي مَنْوِيَّة على حسب ما يجيءُ عليه أخواتُها وربما حَذفت العربُ حرْفَ الجَحْدِ من هذه الألفاظ وهو مَنْوِيٌّ وهو كقوله تعالى " قالوا تالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يوسفَ حتَّى تَكونَ حَرَضاً أو تكونَ من الهالكين " أَي ما تَفْتا كذا في سائر النسخ والصواب : لا تَفتأُ كما قدَّره جَميعُ النحاةِ والمُفسِّرين ولا اعتبارَ بما قَدَّرَه المُصنِّف وإن تَبِع فيه كثيراً من اللغويين لأنه غَفْلَةٌ قاله شيخنا . وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّة : .
أنَدَّ من قارِبٍ دَرْجٍ قَوائِمُهُ ... صُمٍّ حَوافِرُه ما تَفْتَأُ الدَّلَجا أراد : ما تَفْتَأُ من الدَّلَج . وفَتَأَ كمَنَع تكون تامَّةً بمعنى سَكَن وقيل كَسَر وأَطْفَأَ وهذه عن إمام النحو أَبِي عبد الله محمد بن مالك ذكره في كتابه جمع اللغات المُشْكِلة وعزاه أَي نَسَبه للفرَّاء وهو صحيح أوْرَدَه ابن القوطيَّة وابن القطَّاع قال الفرَّاء : فَتَأْتُه عن الأمرِ : سَكَّنْتُه وفَتَأْتُ النَّارَ أطفأتُها وغلِط الإمام أثير الدين أَبو حيَّان الأندلسيُّ وغيره في تَغْليطه إياه حيث قال : إنه وَهَمٌ وتصحيف عن فَثَأَ بالثاء المثلَّثة قالوا : وهذا من جُملة تَحامُلاتِ أبي حيَّانَ المُنْبِئَة على قُصوره قاله شيخنا .
ف ث أ .
فَثَأَ الرجلُ الغَضَبَ كمَنَع يَفْثَؤُه فَثْأً : سَكَّنَه بِقولٍ أو غيره وكَسَره . وفي الأساس : ومن المجاز فَثَأْتُ غَضَبَه وكان زيدٌ مغتاظاً عليك فَفَثَأْتُه عنك ومن أمثالهم أَي اليسير من البِرِّ " إن الرَّثيئَةَ تَفْثَأُ الغَضَب " انتهى وقد تقدم معنى المثل في رث أو في حديث زيادٍ : لهو أحبُّ إليَّ من رَثيئَةٍ فُثِئَتْ بِسُلالة أَي خُلِطَتْ به وكُسِرَت حِدَّته وفَثِئَ هو أَي كفرح : انكسر غَضَبُه وفَثَأَ القِدْرَ يَفْثَؤُه فَثْأً وفُثُؤاً المصدران عن اللّحيانيّّ : سَكَّن غَلَيانها بماءٍ بارد أو قَدْحٍ بالمِقْدَحة قال الجَعْديُّ Bه : .
تَفورُ عَلَيْنا قِدْرُهُمْ فَنُديمُها ... ونَفْثَؤُها عنَّا إِذا حَمْيُها غَلا .
بِطَعْنٍ كَتَشْهاقِ الجِحاشِ شَهيقُهُ ... وضَرْبٍ له ما كانَ من ساعِد خَلا