وكذلك أنشده الجوهريُّ وابن القوطيَّة وابن القطَّاع ونَسَبه في التهذيب إلى الكُميت . وقِدْرُهم أَي حَرْبُهم . وسَكَّن بالتضعيف وغَلَيانَها منصوب على المفعولية وفي بعض النسخ بالتخفيف وغليانها مرفوع وهو غلط وتقول : غَلَتْ بُرْمَتُكم فَفَثَأْتُها أَي سَكَّنْتُ غَلَيانَها . ومن المجاز : أطْفَأَ فُلانٌ النَّائِرة وفَثَأَ القُدورَ الفائِرة كذا في الأساس . وفَثَأَ الشيءَ يَفْثَؤُهُ فَثْأً وفُثوءاً سَكَّن بالتضعيف بَرْدَه بالتَّسخين وفَثَأْتُ الماءَ فَثْأً إِذا ما سَخَّنْتَه عن أَبِي زيد وكذلك كلّ ما سَخَّنْتَه وفَثَأَتِ الشمسُ الماءَ فُثوءاً : كَسَرَتْ بَرْدَه وفَثأَ الشيءَ عنه يَفْثَؤُه فَثْأً : كَفَّه ومَنعه . وفَثَأْتُ عَنِّي فُلاناً فَثْأً إِذا كَسَرْتَه عنك بقولٍ أو غيره وفَثَأَ اللَّبَنُ يَفْثَأُ فَثْأً إِذا أُغْليَ فارتفَع له زَبَدٌ وتَقَطَّعَ من التَّغَيُّرِ فهو فاثِئُ عن أبي حاتم وجوَّزَ شيخُنا نَصْبَ اللبن . وعدا الرجلُ حتَّى أفْثَأَ أَي أعْيا وانْبَهَرَ وفَتَرَ قالت الخنساءُ : .
ألا مَنْ لِعَيْني لا تَجِفُّ دُموعُها ... إِذا قُلتُ أفْثَتْ تَسْتَهِلُّ فَتَحْفِلُ أرادَتْ أفْثَأَتْ فخفَّفَت وأفْثَأَ الحَرُّ : سَكَنَ وفَتَر وزعم شيخنا أن فيه إيجازاً بالغاً رُبَّما يُؤَدِّي إلى التخليط وهو على بادئ النَّظر كذلك ولكن فَتَر مَعطوفٌ على أعْيا وسَكَنَ وما بعده ليس من معناه كما بَيَّنا فلا يكون تخليطاً وأما الإيجاز فمن عادته المَسْلوفَةِ لا يُؤاخذُ في مِثلِه وأفْثَأَ بالمكان : أقامَ به يقال : قد نَوَيْتُم المَسيرَ حتَّى أقمتُم عنه وأَفثَأْتُم وأطبقَت السماءُ ثمَّ أفثأَتْ أَي أجْهَتْ وما تَفْثأُ تَفعل كذا بمعنى التاء كل ذلك في الأساس . وافثَئُوا للمريضِ أَي أحْمَوْا له حِجارةً ورشُّوا عليها الماءَ فأَكَبَّ عليها الوَجعُ أَي المريض لِيَعْرَقَ أَي يأخذه العَرَق وهذا كانَ من عادتهم والتركيب يدلّ على تسكين شيءٍ يَغْلي ويَفورُ .
ف ج أ .
فَجَأَه الأمرُ كسَمعَه ومَنَعَه والأوّل أفصحُ يَفْجَؤُه فَجْأً بالفتح وفُجاءةً بالضم : هَجَم عليه من غيرِ أن يَشعُرَ به وقيل : إِذا جاءه بَغْتةً من غير تَقَدُّم سبَبٍ وكلُّ ما هَجَم عليك من أمرٍ فقد فَجِئَكَ كَفاجَأَه يُفاجِئُه مُفاجأةً وافْتَجَأَه افْتِجاءً وعن ابن الأعرابيِّ : أفْجَأَ إِذا صادَفَ صَديقَه على فَضيحَةٍ . والفُجاءة بالضم والمدّ : ما فاجَأَكَ وموتُ الفُجاءةِ : ما يَفْجَأُ الإنسانَ من ذلك وورد في الحديث في غير موضعٍ وقَيَّده بعضُهم بفتح الفاء وسكون الجيم من غير مَدِّ على المَرَّة . ولَقيتُه فُجاءةً وضعوه موضِعَ المصدرِ واستعمله ثعلبٌ بالألف واللام ومكَّنَه فقال : إِذا قلتَ خرجت فإذا زَيْدٌ فهذا هو الفُجاءة فلا يُدرى أهو من كلام العرب أم هو من كلامه كذا في لسان العرب . وفُجاءةُ والِدُ أبي نَعامة قَطَرِيٍّ مُحرَّكةً الشاعرِ المازنيّ التميميّ رئيسِ الخوارجِ سُلِّم عليه بالخلافة ثلاثَ عشرةَ سنةً وقُتِل سنة 179 وعن الأصمعي وابن الأنباري : يقال فَجِئَتِ الناقةُ كفَرِح إِذا عَظُمَ بَطْنُها والمصدر الفَجَأْ مهموزاً مقصوراً وفي الأساس والعباب : فَجَأَ كَمَنع يَفْجَؤُها فَجْأً جامَعَ وزاد في الأساس : وفاجَأَه أَي عاجَلَهُ . والمفاجِئُ هو الأسد ذكره الصاغاني في رسالته التي ألفها في أسماء الأسد .
ف د أ .
الفِنْدَأيَةُ بالكسر : الفَأسُ وعليه فوَزْنُها فِنْعَلْيَة وأصلها من فَدَأَ والمعروف أنها فِعْلأْيَةٌ قاله شيخنا ج فَناديدُ على غير قياسٍ وأما الفِنْدَأْوَةُ بالواو فإنه مَزيد يذكر في ف ن د والمشهور عند أئمة الصرف أنهما مُتَّحِدان فليُعْلَم .
ف ر أ .
الفَرَأُ مهموزاً مقصوراً كجَبَل والفَراءُ مثل سَحابٍ قال الكوفيون : يُمَدُّ ويقصر : حِمارُ الوحشِ وقال ابن السكيت : الحمارُ الوحشيُّ وكذا في الصحاح والعباب أو فَتِيُّهُ والمشهور الإطلاق ج أفْراءٌ جمع قِلَّة وفِراءٌ بالكسر جمع كَثْرة قال مالك بن زُغْبَة الباهِليُّ : .
وضَرْبٍ كَآذانِ الفِراءِ فُضولُهُ ... وطَعْنٍ كَإيزاغِ المَخاضِ تَبورُها