أَي تَصفَّحْنا وُجوهَ الرِّكاب وتَصَفَّحْت الشَّيْءَ إِذا نَظَرْت في صَفَحَاته . وفي الأَساس : تَصفَّحَه : تأَمَّله ونَظَرَ في صَفَحَاتِه : والقَوْمَ : نَظَرَ في أَحوَالِهم وفي خِلالِهم هل يَرَى فُلاناً . وتَصَفَّحَ الأَمْرَ . قال الخَفَاجيّ في العِناية في أَثْناءِ القِتَال : التَّصْفُّحُ : التَّأَمُّلُ لا مُطْلَقُ النَّظَرِ كما في القاموس قال شيخُنا : قلت : إِن النّظر هو التأَمُّل كما صَرَّح به في قولهم : فيه نَظَرٌ ونَحْوه فلا مَنافاةَ . قلت : وبما أَوْرَدْنَا من النُّصُوصِ المتقدِّمِ ذِكْرُهَا يَتَّضِحُ الحقُّ ويَظْهَر الصَّوَابُ . صَفَحَت " النّاقَةُ " تَصْفَح " صُفُوحاً " بالضّمّ : " ذَهَب لَبنُها " وَوَلَّى وكذلك الشَّاةُ " فهي صافِحٌ " . قال ابن الأَعْرَابيّ : الصَّافِحُ : النّاقَةُ الّتي فَقَدَتْ وَلَدَهَا فغَرَزَتْ وذَهَبَ لَبَنُهَا . " والمُصافحةُ : الأَخْذُ باليَدِ كالتَّصَافُح " . والرَّجُلُ يُصَافِحُ الرَّجلَ : إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّه في صُفْحِ كَفِّه وصَفْحَا كَفَّيْهمَا : وَجْهَاهُمَا . ومنه حديث : " المُصَافَحَة عندَ اللِّقَاءِ : " وهي مُفاعَلة من إِلْصاقِ صُفْحِ الكَفِّ بالكفِّ وإِقبال الوَجْهِ على الوجْه ؛ كذا في اللِّسَان والأَساس والتَّهْذِيب فلا يُلْتَفَت إِلى مَنْ زَعَمَ أَن المُصَافَحَة غيرُ عربيّ . ملائكةُ " الصَّفيح " الأَعْلى : هو من أَسماءِ " السّماءِ " . وفي حديث عَلِيٍّ وعمّار : " الصَّفِيحُ الأَعْلَى من مَلَكُوتِه " . " ووَجْه كلِّ شيْءٍ عَريضٍ " : صَفيحٌ وصَفِيحةٌ . " والمُصْفَحُ كمُكْرَم : العَرِيضُ " من كلّ شَيْءٍ " ويُشدَّد " وهو الأَكثر . المُصْفَح إِصفاحاً : " الّذِي اطْمَأَنّ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَ جَبينُه " فخَرَجَت وظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه . المُصْفَحُ من السُّيوف : " المُمَالُ " والمُصَابي الّذي يُحرَّفُ على حَدِّه إِذا ضُرِبَ به ويُمالُ إِذى أَرادوا أَن يُغْمِدُوه . قال ابن بُزُرْج : المُصْفَح : " المَقْلوبُ " . يقال : قَلَبْتُ السَّيْفَ وأَصْفَحْتُه وَصَابَيْتُه : بمعنىً واحدٍ . المُصْفَح " من الأُنوف : المُعْتَدِلُ القَصَبَةِ " المُسْتَوِيها بالجَبْهَة . المُصْفَح " من الرُّؤُوسِ : المَضْغُوطُ من قِبَلِ صُدْغَيْه حتّى طالَ " وفي نسخة : فطالَ " ما بينَ جَبْهَتِه وقَفاه " . وقال أَبو زيدٍ : من الرُّؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً وهو الّذِي مُسِحَ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَ جَبينُه فخرَجَ وظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه والأَرْأَس : مِثْلُ المُصْفَح ولا يقال : رُؤَاسِيّ . المُصْفَحُ " من القُلوب " : المُمَالُ عن الحَقِّ . وفي الحديث : " قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ على الحقِّ " أَي مُمالٌ عليه كأَنّه قد جَعَلَ صَفْحَه أَي جانِبَه عليه . وقوله : " ما اجْتَمَعَ " مأْخوذٌ من حديثِ حُذَيفةَ أَنه قال : " القُلُوبُ أَربعةٌ : فقَلْبٌ أَغْلَفُ فذلك قلب الكافر وقلب منكوس فذلِك قَلْبٌ رَجَعَ إِلى الكُفْر بعد الإِيمان ؛ وقَلْبٌ أَجْرَدُ مِثْلُ السرَاجِ يُزْهِر فذلك قَلْبُ المُؤْمِن ؛ وقَلْبٌ مُصْفَحٌ اجْتَمع " فيه الإِيمانُ والنِّفَاقُ " " - ونَصُّ الحديث بتقديم النِّفاقِ على الإِيمانِ - " فَمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بَقْلَةٍ يُمِدُّها الماءُ العَذْبُ ومَثَلُ النِّفَاقِ فيه كمَثَلِ قَرْحَةٍ يُمِدّها القيْحُ والدَّمُ وهو لأَيِّهما غَلَبَ " . قال ابن الأَثير : المُصْفَح : الّذي له وَجهانِ يَلْقَى أَهْلَ الكُفْرِ بوَجْهٍ وأَهْلَ الإِيمانِ بوجْهٍ . وصَفْحُ كلِّ شَيْءٍ وَجْهُه وناحِيَتُه . وهو مَعْنَى الحدِيثِ الآخَرِ : " شَرُّ الرِّجَالِ ذو الوَجْهَيْنِ : الذِي يأْتي هؤلاءِ بِوَجْهٍ وهؤُلاءِ بوَجْهٍ " . وهو المنافِق . وجعَلَ حُذَيْفَةُ قَلْبَ المُنَافقِ الّذِي يأْتي الكُفَّارَ بوَجْهِ وأَهْلَ الإِيمانِ بوَجْهٍ آخَرَ ذا وَجْهَيْنِ . قال الأَزْهَرِيّ : وقال شَمرٌ فيما قرَأْتُ بخَطّه : القَلْبُ المُصْفَح زَعَمَ خالِدٌ أَنه المُضْجَعُ الّذِي فيه غِلٌّ الّذي ليس بخالِصِ الدِّينِ . قلْت : فإِذا تأَمّلْت ما تَلَوْنا عليك عَرَفتَ أَن قول شيخنا C تعالى - : كيف يَجْتمعانِ ؟ وكيف يَكُون مِثْلُ هذا من كلام العرب والنفاقُ والإِيمانُ لفظانِ إِسلاميّانِ ؟ فتأَمّلْ فإِنه غيرُ مُحَرَّر انتهى - نَشَأَ من عَدَم اطّلاعه على نصوص