ومنه قوله تعالى : " وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ " كذا في الصّحاح . قال ابن بَرِّيّ : وقيل : الشّهر لأَعْشَى فَهْمٍ . الرِّيح : " الرَّحْمَةُ " وقد تَقدّمَ الحديث : " الرِّيح من رَوْح الله " أَي من رَحْمَة الله . في الحديث : " هَبَّت أَرْوَاح النَّصْرِ " . الأَرواح : جمع رِيح . ويقال : الرِّيح لآلِ فلان أَي " النُّصْرةُ والدَّوْلَةُ " . وكان لفلانٍ رِيحٌ . وإِذا هَبَّت رِياحُك فاغْتَنِمْهَا . ورجل ساكنُ الرِّيح : وَقُورٌ وكلّ ذلك مجاز ؛ كما في الأَساس . الرِّيح : " الشَّيْءُ الطَّيِّبُ " . " والرَّائِحَة " : النَّسِيمُ طَيِّباً كان أَو نَتنِاً والرائِحَةُ : رِيحٌ طَيِّبةٌ تَجِدُهَا في النَّسِيم . تقول : لهذه البَقْلةِ رائحةٌ طَيِّبةٌ . ووجدتُ رِيحَ الشيْءِ ورائحته بمعنىً . " ويَوْمٌ رَاحٌ : شَديدُهَا " أَي الرِّيحِ يجوز أَن يكون فاعلاً ذَهَبتْ عَينُه وأَن يكون فَعْلاً . وليلة راحَةٌ . " وقد رَاحَ " يَومُنا " يَرَاحُ رِيحاً بالكسر " : إِذا شتَدَّتْ رِيحُه . وفي الحديث أَنّ رجلاً حضَره المَوتُ فقال لأَولاده " : أَحْرِقُوني ثم انْظُروا يوماً راحاً فأَذْرُوني فيه " . يومٌ راحٌ أَي ذو ذو رِيحٍ كقولهم : رجلٌ مالٌ . " ويَومٌ رَيِّحٌ ككَيِّس " طَيِّبُها " . وكذلك يَومٌ رَوْحٌ ورَيُوحٌ كصَبور : طَيِّبُ الرِّيحِ . ومكانٌ رَيِّحٌ أَيضاً وعَشِيَّةٌ رَيِّحةٌ ورَوْحَةٌ كذلك . وقال اللّيث : يومٌ رَيِّحٌ ورَاحٌ : ذو رِيحٍ شَدِيدةٍ . قال : وهو كقولك كَبْشٌ صَافٌ والأَصل يومٌ رائِحٌ وكَبْشٌ صائِفٌ فقلبوا كما خَفَّفوا الحائِجة فقالوا : الحَاجة . ويقال : قالوا : صافٌ وراحٌ على صَوِفٍ ورَوِحٍ فلما خَفَّفُوا استأْنَسَت الفَتْحَة قبلها فصارَت أَلفاً . ويومٌ رَيِّحٌ : طَيِّبٌ . ولَيلة رَيِّحَةٌ . ويومٌ راحٌ : إِذا اشتدَّت رِيحُه . وقد راحَ وهو يَرُوح رُؤُوحاً وبَعضُهم : يَراحُ . فإِذا كان اليومُ رَيِّحاً طَيِّباً قيل : يومٌ رَيِّحٌ وليلة رَيِّحةٌ وقد راحَ وهو يَرُوح رَوْحاً . " ورَاحَتِ الرِّيحُ الشَّيْءَ تَرَاحُه : أَصابَتْه " . قال أَبو ذُؤَيب يصف ثَوْراً : .
ويَعوذُ بالأَرْطَى إِذَا ما شَفَّهُ ... قَطْرٌ وراحَتْه بَلِيلٌ زَعْزَعُ راحَ " الشَّجَرُ : وَجَدَ الرِّيحَ " وأَحَسَّها ؛ حكاه أَبو حنيفةَ وأَنشد : .
" تَعُوجُ إِذَا ما أَقبلَتْ نَحْوَ مَلْعَبٍكَمَا انْعَاجَ غُصْنُ البانِ راحَ الجَنَائِبَا وفي اللّسان : ورَاحَ رِيحَ الرَّوْضةِ يَراحُها وأَراحَ يُرِيح : إِذا وَجَدَ رِيحَها . وقال الهُذليّ : .
وماءٍ وَرَدْتُ عَلَى زَوْرَةٍ ... كمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا وفي الصّحاح : راحَ الشَّيْءَ يَراحُه ويَرِيحُه : إِذا وَجَد رِيحَه . وأَنشد البيت . قال ابن بَرّيّ : هو لصَخْرِ الغَيّ . والسَّبنْتَى : النَّمِرُ . والشَّفيف : لَذْعُ البرْدِ . " ورِيحَ الغَدِيرُ " وغيرُه على ما لم يُسَمَّ فاعلُه : " أَصابَتْه " فهو مَرُوحٌ . قال مَنْظورُ بن مَرْثَدٍ الأَسديّ يَصِفُ رَماداً : .
" هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلَى ذي القُورْ ؟ .
" قد دَرَسَتْ غيرَ رمادٍ مَكْفورْ .
" مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطورْ ومَرِيح أَيضاً مثل مَشوب ومَشِيبٍ بُنِيَ على شِيبَ . غُصْنٌ مَرِيحٌ ومَرُوحٌ : أَصابَتْه الرِّيحُ . وقال يَصف الدَّمعَ : .
" كأَنَّه غُصْنٌ مَريحٌ مَمْطُورْ