" أَو " الرَّوَحُ في البيْتِ هذا هي " الرّائِحة إِلى أَوْكارِها " . وفي التّهذيب في هذا البيتِ : قيل : أَراد الرَّوَحة مثل الكَفَرة والفجَرة فطرَحَ الهاءَ . قال : والرَّوَحُ في هذا البيتِ المُتَفَرِّقةُ . " ومكان رَوْحانيٌّ : طَيِّبٌ " . " والرّوحانِيُّ بالضّمّ " والفتح كأَنّه نُسب إِلى الرُّوح أَو الرَّوْح وهو نَسيم الرّوح والأَلف والنون من زيادات النّسب وهو من نادِرِ معْدولِ النَّسب . قال سيبويه : حكى أَبو عُبيْدةَ أَنّ العرب تقوله لكلّ " ما فيه النِّسْبة إِلى الملَك والجِنّ " . وزعم أَبو الخطَّاب أَنه سمع من العَرب من يقول في النِّسبة إِلى الملائكةِ والجِنّ : رُوحانِيّ بضمّ الرّاءِ و " ج رُوحَانِيُّون " بالضّم . وفي التهذيب : وأَما الرَّوحانيُّ من الخَلْقِ فإِن أَبا داوود المَصاحِفيّ روَى عن النَّضْر في كتاب الحروف المُفسَّرة من غريب الحديث أَنه قال : حدَّثنا عَوْفٌ الأَعرابيّ عن ورْدَانَ بنِ خالدٍ قال : بَلَغني أَن الملائكة منهم رُوحانِيُّونَ ومنهم منْ خُلِقَ من النُّور . قال : ومن الرُّوحانِيّينَ جِبْريلُ وميكائيلُ وإِسْرَافيلُ عليهم السَّلامُ . قال ابنُ شُمَيْل : فالرُّوحانِيُّون أَرْوَاحٌ ليست لها أَجسامٌ هكذا يقال . قال : ولاَ يقال لشيْءٍ من الخَلْق رُوحانيّ إِلاّ للأَرْواحِ الّتي لا أَجسادَ لها مثل الملائكةِ والجِنّ وما أَشبهها ؛ وأَمّا ذواتُ الأَجسامِ فلا يُقال لهم : رُوحانِيّون . قال الأَزهريّ : وهذا القولُ في الرُّحانيِّين هو الصّحيح المعتمَد لا ما قاله ابنُ المُظَفَّر أَنّ الرُّوحانِيّ الّذِي نُفِخَ فيه الرُّوحُ . " والرِّيح م " وُهو الهَواءُ المُسخَّرُ بين السّماءِ والأَرض ؛ كما في المصباح وفي اللسان : الرِّيح : نَسيمُ الهواءِ وكذلك نَسيمُ كلِّ شيْءٍ وهي مؤنّثة . ومثله في شرح الفَصِيح للفِهْريّ . وفي التنْزِيل : " كَمَثَلِ رِيحِ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ " وهو عند سيبويه فِعْل وهو عند أَبي الحسن فِعْل وفُعْل . والرِّيحة : طائفة من الرِّيح ؛ عن سيبويه . وقد يجوز أَن يَدُلَّ الوَاحدُ على ما يَدُلُّ عليه الجمعُ . وحكَى بعضُهم رِيحٌ ورِيحةٌ . قال شيخنا : قالوا : إِنما سُمِّيَت رِيحاً لأَنّ الغالبَ عليها في هُبوبها المَجِيءُ بالرَّوْح والرّاحَة وانقطاعُ هُبوبِهَا يُكْسِب الكَرْبَ والغَمَّ والأَذَى فهي مأْخوذة من الرَّوْح ؛ حكاه ابنُ الأَنباريّ في كتابة الزاهر انتهَى . وفي الحديث : كان يقول إِذا هاجَتِ الرِّيحُ " اللّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحاً ولا تَجْعَلْهَا رِيحاً " . العرب تقول لا تَلْقَحُ السّحَابُ إِلاّ من رياحٍ مختلفة يريد اجْعَلْهَا لَقَاحاً للسَّحاب ولا تَجْعَلْهَا عَذاباً . ويُحَقِّق ذلك مَجيءُ الجَمْعِ في آياتِ الرَّحْمَة والوَاحد في قِصَص العَذابِ : كالرِّيح العَقيم و " رِيحاً صَرْصَراً " " ج أَرْواحٌ " . وفي الحديث : " هَبَّتْ أَرْوَاحُ النَّصْر " . وفي حديث ضِمضامٍ " إِني أُعالجُ من هذه الأَرواحِ " هي هنا كِناية عن الجِنّ سُمُّوا أَرْوَاحاً لكَوْنِهم لا يُرَوْن فهم بمنزلة الأَرواحِ . قد حُكِيَت : " أَرْياحٌ " وأَرايِيح وكلاهما شاذٌّ . وأَنكر أَبو حاتم على عُمارة بن عَقِيل جمعَه الرّياح على الأَرْياح قال : فقلت له فيه : إِنما هو أَرْواح . فقال : قد قال الله تبارك وتعالى " وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ " وإِنما الأَرْوَاحُ جمع رُوحٍ . قال فعلمتُ بذلك أَنه ليس ممن يُؤخذ عنه . وفي التهذيب : الرِّيح ياؤُها واوٌ صُيِّرت ياءً لانْكِسَار ما قبلها وتَصْغِيرُهَا رُوَيْحةٌ جمعها " رِياحٌ " وأَرْوَاح " وِريَحٌ كعِنَب " الأَخيرُ لم أَجِدْه في الأُمَّهات . وفي الصّحاح : الريحُ واحدةُ الرِّياح وقد تُجْمع على أَرْوَاحٍ لأَن أَصْلَها الواو وإِنما جاءَتْ بالياءِ لانكسار ما قبلها وإِذا رَجعوا إِلى الفتح عادت إِلى الواو كقولك أَرْوَحَ الماءُ . " جج " أَي جمْع الجمْعِ " أَراوِيحُ " بالواو وأَرايِيحُ " بالياءِ الأَخيرةُ شاذَّةٌ كما تقدم . قد تكون الرِّيح بمعنى " الغَلَبَة والقُوَّةِ " . قال تَأَبَّط شَرّاً وقيل : سُلَيكُ بنُ السُّلَكةِ : .
أَتَنْظُرانِ قليلاً رَيْثَ غَفْلَتِهِمْ ... أَو تَعْدُوانِ فإِنّ الرِّيحَ للعَادِي