وكذلك مكانٌ مَرُوحٌ ومَرِيحٌ وشَجرةٌ مَرُوحَةٌ ومِريحة : صَفَقَتْها الرِّيحُ فأَلْقَت وَرَقَها . وراحَت الرِّيحُ الشَّيْءَ : أَصابَتْه . ويقال : رِيحَتْ الشَّجرةُ فهي مَرْوحَةٌ . وشَجرةٌ مَرُوحةُ : إِذا هَبَّت بها الرِّيحُ . مَرْوحة كانت في الأَصلِ مَرْيُوحة . رِيحَ " القَوْمُ : دَخَلوا فيها " أَي الرِّيحِ " كأَراحوا " رُباعيّاً " أَو " أَراحوا : دَخلوا في الرِّيح ورِيحُوا : " أَصابَتْهم فَجَاحَتْهم " أَي أَهلكَتهم . " والرَّيْحَان " قد اختلفوا في وَزْنِه وأَصْله وهل ياؤُه أَصليّة : فموضعه مادَّتُها كما هو ظاهرُ اللفظ أَو مُبْدَلَة عن واوٍ فيحتاج إِلى مُوجِبِ إِبدالها ياءً هل هو التَّخْفيف شُذوذاً أَو أَصله رَوْيَحان فأُبدلت الواوُ ياءً ثم أُدغِمَت كما في تَصْريف سَيِّد ثم خُفِّف فوزْنُه فَعْلان أَو غير ذلك ؛ قاله شيخُنَا وبعضه في المصباح . وهو " نَبْتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ " من أَنواعِ المَشْمومِ واحدته رَيْحَانَةٌ . قال : .
برَيْحَانةٍ مِنْ بَطْنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ ... لها أَرَجٌ ما حَوْلَها غَيْرُ مُسْنِت والجمْع رَيَاحِينُ . " أَو " الرَّيْحَان : " كُلُّ نَبْتٍ كذلِك " قاله الأَزهريّ " أَو أَطْرَافُه " أَي أَطْرَافُ كلِّ بَقْلٍ طَيِّبِ الرِّيحِ إِذا خَرَجَ عليه أَوَائلُ النَّوْرِ " أَو " الرَّيْحَانُ في قوله تعالى : " وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَان " قال الفرَّاءُ : العَصْف : ساقُ الزَّرْعِ . والرَّيْحَانُ : " وَرَقُه . و " من المجاز : الرَّيْحَانُ : " الوَلَد " . وفي الحديث : " الوَلَد مِن رَيْحَان اللهِ " وفي الحديث : " إِنكم لَتُبَخِّلون وتُجَهِّلون وتُجَبِّنون وإِنكم لمن رَيْحَانِ الله " يعني الأَولاَد . وفي آخَرَ : قال لعليٍّ Bه : " أُوصِيك برَيْحانَتَيَّ خَيْراً قبلَ أَنْ يَنْهدّ رُكْنَاك " . فلما مات رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلّم قال : هذا أَحدُ الرُّكْنَينِ . فلما ماتت فاطمةُ قال : هذا الرُّكْنُ الآخَرُ . وأَرادَ برَيْحَانَتَيْه الحَسَن والحُسَيْنَ Bهما . من المجاز : الرَّيْحانُ : " الرِّزْق " . تقول : خَرَجْتُ أَبْتَغِي رَيْحَانَ اللهِ أَي رِزْقَه . قال النَّمِر بن تَوْلَب : .
سَلامُ الإِلهِ ورَيْحَانُهُ ... ورَحْمَتُه وسَمَاءٌ دِرَرْ أَي رِزْقه ؛ قاله أَبو عُبَيْدةَ . ونقل شيخُنَا عن بعضهم أَنه لغة حِمْيَر . " ومحمد بن عبد الوَهّاب " أَبو منصور روَى عن حمزَة بنِ أَحمد الكَلاَباذِيّ وعنه أَبو ذّرٍّ الأَديب ؛ " وعبد المُحْسِن بن أَحمدَ الغَزّال " شِهاب الدِّين عن إِبراهِيمَ بنِ عبد الرحمن القَطِيعِيّ وعنه أَبو العَلاءِ الفَرْضِيّ ؛ " وعليّ بنُ عُبَيْدَة المتكلِّم المصنِّف " له تًصانيفُ عجيبة ؛ " وإِسْحَاقُ بن إِبراهِيم " عن عبّاسٍ الدُّورِيّ وأَحمدَ بن القَرّابِ ؛ " وزِكريّاءُ ابنُ عليّ " عن عاصمِ بن عليّ ؛ " وعليُّ ابن عبد السّلام " بن المبارك عن الحُسَيْنِ الطّبرِيّ شَيْخِ الحَرَم " الرَّيْحَانِيُّون مُحَدِّثون " . تقول العرب : " سُبحانَ اللهِ وريْحَانَه " . قال أَهل اللُّغَةك " أَي اسْتِرْزاقَه " . وهو عند سيبويهِ من الأَسماءِ الموضوعةِ مَوْضِعَ المَصادر . وفي الصّحاح : نَصَبوهما على المصدرِ يُرِيدُون تَنْزِيَهاً له واسْتِرْزاقاً . " والرَّيْحَانة : الحَنْوَةُ " اسمٌ كالعَلَم . الرَّيْحانَة : " طاقَةٌ " واحدةٌ من " الرَّيْحَانِ " وجمعه رَياحِينُ . " والرَّاحُ : الخَمْرُ " اسمٌ له " كالرَّيَاحِ بالفتح " . وفي شرح الكَعبيّة لابنِ هِشَامٍ : قال أَبو عَمْرٍو : سُمِّيَت راحاً ورَيَاحاً لارْتِيَاحِ شارِبِها إِلى الكَرَمِ . وأَنشد ابنُ هِشَامٍ عن الفرَّاءِ : .
كأَنَّ مَكَاكِيَّ الجِوَاءِ غُدَيَّةً ... نَشاوَى تَسَاقَوْا بالرَّيَاحِ المُفَلْفَلِ