وفي التهذيب : المِنْسَج : المُنْتَبِر من كاثِبَةِ الدَّابَّةِ عند مُنتَهَى مَنْبِتِ العُرْفِ تحت القَرَبُوسِ المُقَدَّمِ . وقيل : سُمِّيَ مِنْسَجُ الفَرسِ لأَنّ عَصَبَ العُنُقِ يَجئُ قبَلَ الظَّهْر وعَصَبَ الظَّهْر يَذْهَب قِبَلَ العُنُقِ فَينْسِج على الكَتِفَيْنِ . وعن أَبي عُبيد : المَنْسِج والحارِكُ : ما شَخَصَ من فُرُوعِ الكَتِفيْنِ إِلى أَصْلِ العُنُق إِلى مُسْتَوَى الظَّهْرِ والكاهِلُ : خَلْفَ المَنْسِج . وفي الحديث : " رِجالٌ جاعِلُو رِمَاحِهم على مَناسِجِ خُيُولِهم " . وقيل : المِنْسَج للفَرَس : بمنزِلةِ الكاهِلِ من الإِنسانِ والحارِكِ من البَعير . من المجاز : " هو نَسِيجُ وَحْدِه " قال ثعلب : الّذي لا يُعْمَل على مِثَالِه مِثْلُه يُضْرَب مَثَلاً لكلِّ مَن بُولِغَ في مَدْحِه وهو كقولك : فلانٌ واحِدُ عَصْرِه وقَريعُ قَوْمِه . فنَسيج وَحْدِه : أَي " لا نَظيرَ له في العِلْم وغيرِه " وأَصلُه في الثَّوْبِ " وذلك لأَنّ الثَّوبَ إِذا كان رَفيعاً " - وفي بعض الأُمهات : كريماً - " لم يُنْسَجْ على مِنْوالِه غَيْرُه " لدِقَّته وإِذا لم يَكن كَريماً نَفيساً دَقيقاً عُمِلَ على مِنْوالِه سَدَى عِدّةِ أَثوابٍ وهو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعولٍ ولا يقال إِلاّ في المَدْحِ . وفي حديث عائشةَ : أَنها ذكرت عُمرَ تَصِفُه فقالت : " كان واللهِ أَحْوَذِيّاً نَسيجَ وَحْدِه : أَرادت أَنه كان مُنقطِعَ القَرِينِ . من المجاز : نَسَجَت النَّاقةُ في سَيْرِها تَنْسِجُ وهي نَسُوجٌ : أَسْرَعَتْ نَقْلَ قَوائِمها . وقيل : " ناقَةٌ نَسُوجٌ " : التي " لا يَضْطرِب عَليها الحِمْلُ " هكذا في سائر النُّسخ ولا أَدْري كيف ذلك والذي صَرَّح به غيرُ واحدٍ من الأَئمّة : النَّسُوجُ من الإِبل : التي لا يَثْبُت حِمْلُها ولا قَتَبُها عليها إِنّما هو مَضْطَرِبٌ . وناقة نَسُوجٌ وَسُوجٌ : تَنْسِجُ وتَسِجُ في سَيْرها وهو سُرعةٌ نَقْلِها قَوَائِمَها . " أَو " النَّسُوجُ من الإِبل : " التي تُقدِّمه " أَي الحِمْلَ " إِلى كاهِلِهَا لِشدّةِ سَيْرِها " وهذا عن ابن شُمَيْل . من المجاز : " نَسْجُ الرِّيحِ الرَّبْعَ : أَنْ يَتَعاوَرَه رِيحانِ طُولاً وعَرْضاً " لأَنّ النّاسِجَ يَعترِضُ النَّسِيجةَ فيُلْحِمُ ما أَطالَ من السَّدَى . " والنَّسّاج : الزَّرَادُ " هو الّذي يَعمل الدُّروعَ رُبما سُمِّيَ بذلك . من المجاز : النَّسَاج : " الكَذّابُ " المُلفِّقُ . " والنُّسُج بضمَّتينِ : السَّجّادَاتُ " نقَله ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ . ومما يستدرك عليه : نَسَجَت الرِّيحُ التُّرابَ : سَحَبَتْ بَعْضَه إِلى بَعْض . والرِّحُ تَنْسِجُ التُّرابَ إِذا نَسَجَت المَورَ والجَوْلَ على رُسومِها . والرِّيح تَنْسِجُ الماءَ إِذا ضَرَبَتْ مَتْنَه فانْتَسَجَتْ له طَرائقُ كالحُبُك قال زُهَيْرٌ يَصِفُ وادياً : .
مُكلَّلٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ يَنْسِجُه ... رِيحٌ خَرِيقٌ لِضَاحِي مائِه حُبُكُ ونَسَجَ العَنكبوتُ نِسْجَها والشاعر يَنسِجُ الشِّعْرَ ويَحوكُه ونَسَجَ الغَيْثُ النَّباتَ كلّ ذلك على المَثَل . وفي حديث جابرٍ : " فقام في نِساجة مُلْتحِفاً بها " . قال ابن الأَثير : هي ضَرْبٌ من المَلاحِفِ منسوجة كأَنها سُمِّيَتْ بالمَصدر .
نشج .
" النَّشَجُ محرَّكةً : مَجْرَى الماءِ ج أَنْشاجٌ " قاله أَبو عَمروٍ وأَنشد شَمِرٌ : .
تَأَبَّدَ لأْيٌ مِنْهمُ فعُتائِدُهْ ... فذُو سَلَمٍ أَنْشاجُهُ فسَواعِدُهْ