" مَوَتَانُ الأَرْضِ للهِ ولِرَسُولِه فمن أَحْيَا منها شيئاً فهو لَه " المَوَاتُ من الأَرْضِ مثلُ المَوَتَانِ يَعنى مَواتَها الذي ليسَ مِلْكاً لأَحَد وفيه لُغتانِ : سُكونُ الواوِ وفَتْحُها مع فتحِ الميم . وفي الحديث : " من أَحْيَا مَوَاتاً فهو أَحقُّ بهِ " المَوَاتُ : الأَرْضُ التي لَمْ تُزْرَعْ ولم تُعْمَرْ ولا جَرَى عليها مِلْكُ أَحَدٍ وإِحْياؤُها : مُباشَرَةُ عِمارَتِها وتَأْثِيرُ شَيْءٍ فيها . ويُقالُ : اشْتَرِ المَوَتَانَ ولا تَشْتَرِ الحَيَوانَ أَي اشْتَرِ الأَرَضِينَ والدُّورَ ولا تَشْتَرِ الرّقيقَ والدَّوابَّ . ويقال : رَجُلٌ يَبِيعُ المَوَتانَ وهو الذي يَبِيعُ المَتاعَ وكلَّ شْيءٍ غيرِ ذي رُوحٍ وما كان ذا روح فهو الحَيَوانُ . المُوتَان والمُوَاتُ " بالضّمّ : مَوْتٌ يَقَعُ في المَاشِيَةِ " والمالِ " ويُفْتحُ " وهذا نَقَلَه أَبو زَيْد في " كتاب خبئة " عن أَبي السَّفَرِ رَجُلِ من تميمٍ . وقالَ الفرّاءُ : وقَعَ في المال مَوْتانٌ ومُوَاتٌ وهو المَوْتُ وفي الحديث " يكونُ في النّاس مُوتَانٌ كقُعاص الغَنَمِ " وهو بوَزْنِ البُطْلان : الموتُ الكثيرُ الوُقوعِ وزاد ابن التِّلِمْسانِيّ أَنّ الضَّمَّ لُغةُ تميمٍ والفَتْح لغةُ غيرِهم . قلتُ : وهو يُخالِف ما نَقَله أَبو زيد عن رَجُل من بني تَميمٍ كما تقدم . من المَجاز : أَماتَ الرَّجُلُ : ماتَ وَلَدُه وعبارة الأَساس : وأَماتَ فُلانٌ بَنِينَ : مَاتُوا له كما يقال : أَشَبَّ " فلان " بَنِينَ : " إِذا " شَبُّوا له وفي الصّحاح : أَماتَ الرَّجُلُ : إِذا ماتَ له ابنٌ أَو بَنُون . " أَماتَتِ المَرْأَةُ والنَّاقَةُ " إِذا " ماتَ وَلَدُها " قالَ الجَوْهَرِي : مَرْأَة مُمِيتٌ ومُمِيتَةٌ : مات وَلَدُها أَو بَعْلُها وكذلك النَّاقَةُ إِذا ماتَ وَلَدُها والجمعُ مَمَاوِيتُ . من المَجازِ : يقال : ضَرَبْتُه فَتَماوَتَ إِذا أَرَى أَنّه مَيِّتٌ وهو حَيٌّ . و " المُتَماوِتُ " : من صفةِ " النَّاسِكِ المُرائِي " الذي يُظْهِرُ أَنّه كالمَيِّتِ في عِباداتِه رِياءً وسُمْعَةً قالُوا : هو الذي يُخْفِى صَوْتَه ويُقِلُّ حَرَكاتِه كأَنّه ممّن يَتَزَيّا بزِيِّ العُبَّاد فكأَنّه يَتَكَلَّفُ في اتّصافِه بما يَقْرُبُ من صِفاتِ الأَمواتِ ليُتَوَهَّمَ ضَعْفُه من كثرةِ العِبادَةِ . وفي الأَساس : يقَالُ : فلانٌ مُتَماوِتٌ إِذا كان يُسَكِّنُ أَطْرَافَه رِيَاءً . وفي اللّسان : قال نُعَيْمُ بنُ حَمّاد : سَمعْتُ ابن المُبارَكِ يَقُول : المُتَاوِتُون : المُراءُونَ . وفي حديث أَبي سَلَمة : " لم يَكُنْ أَصْحابُ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلّم مُتَحَزّقِينَ ولا مُتَماوِتِينَ " يقال : تَماوَتَ الرَّجُلُ إِذا أَظْهَر من نَفْسِه التَّخَافُتَ والتَّضاعُفَ من العِبادَةِ والزُّهْدِ والصَّوْمِ ومنه حديثُ عُمرَ رضيَ اللهُ عنه " رأَى رَجُلاً مُطَأْطِئاً رأْسَه فقالَ : ارْفَعْ رأْسَكَ فإِنّ الإِسْلامَ ليْسَ بِمَرِيض " " ورأَى رَجُلاً مُتَماوِتاً فقالَ : لا تُمِتْ عَلَيْنا دِينَنَا أَماتَكَ اللهُ " . وفي حديث عائشةَ Bها " نَظَرتْ إِلى رَجُلٍ كادَ يَموتُ تَخَافُتاً فقالَتْ : ما لهذَا ؟ : قيل : إِنّه من القُرّاءِ فقالت : كان عُمَرُ سيِّدَ القُرّاءِ كان إِذا مَشَى أَسْرَعَ " وإِذا قال أَسْمَعَ " وإِذا ضَرَبَ أَوْجَعَ " . ويقال : ضَرَبْتُه فَتَمَاوَتَ إِذا أَرَى أَنّه مَيِّتٌ وهو حَيٌّ . من المَجازِ قولُهم : " رَجُلٌ مَوْتانُ الفُؤادِ " أَي " بَلِيدٌ " غيرُ ذَكِيٍّ ولا فَهِمٍ كأَنَّ حَرارَةَ فَهْمِهِ بَرَدَتْ فماتَتْ . وفي الأَساس : رجُلٌ مَوْتانُ الفُؤادِ لم يَكُنْ حَرِكاً حَيَّ القَلْبِ " وهي بهاءٍ " يقال : امرأَةٌ مَوْتَانَةُ الفُؤاد . من المَجازِ : وبِهِ مُوتَةٌ " المُوتَةُ بالضَّمِّ : الغَشْىُ " وفُتُورٌ في العَقْل " والجُنُونُ " ؛ لأَنّه يَحْدُث عنه سُكونٌ كالمَوْتِ . وفي اللسان : المُوتَةُ : جِنْسٌ من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَرِى الإِنْسانَ فإِذا أَفاقَ عادَ إِلَيْه عَقْلُه كالنّائمِ والسَّكْرانِ . وفي الحديث : " أَنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يَتَعَوَّذُ بالله من الشيطان وهَمْزُه ونَفْثِه ونَفْخِه فقيل له : ما هَمْزُه ؟ قالَ : المُوتَةُ " قال أَبُو عُبيدٍ : المُوتَة : الجُنُون يُسَمَّى هَمْزاً ؛