ففي البيتِ الأَوّل سَوّى بينْهَمُا وفي الثّاني جَعلَ المَيْتَ المُخَفَّفَ للحَيِّ الذي لم يَمُتْ أَلاَ تَرى أَنّ معناه : والمرءُ سَيَمُوت فجَرَى مَجْرَى قولهِ " إِنَّكَ مَيِّتٌ وإِنَّهُم مَيِّتُونَ " قال شيْخُنا : رَأَيْتُ في المِصْباح فَرْقاً آخر وهو أَنّه قال : المَيْتَةُ من الحَيَوانِ جمعها مَيْتات وأَصلُها مَيِّتَة بالتَّشْدِيد قيل : والتُزِم التَّشْديدُ في مَيِّتَةِ الأَناسِىّ ؛ لأَنّه الأَصلُ والْتُزِم التَّخفِيف في غير الأَناسِيِّ فَرْقاً بينَهُما ؛ ولأَن استعمالَ هذه أَكثرُ في الآدِّميات وكانتْ أَوْلى بالتَّخْفِيف . " ج : أَمْواتٌ ومَوْتَى ومَيِّتونَ ومَيْتُونَ " قال سيبويهِ : كانَ بابُه الجمعَ بالواوِ والنّون ؛ لأَنّ الهاءَ تدخل في أُنثاه كثيراً لكنّ فَيْعَلاً لمّا طابق فاعِلاً في العِدّة والحَرَكةِ والسّكون كَسَّروه على ما قَدْ يُكَسَّر عليه فاعِلٌ ؛ كشاهدٍ وأَشهادٍ والقولُ في مَيْتٍ كالقَوْل في مَيِّتٍ لأَنّه كالقول في مُخَفَّفْ منه . وفي المِصْباح : مَيْتٌ وأَمْواتٌ كبَيْتٍ وأَبْياتٍ . " وهي " الأُنْثى " مَيِّتَةٌ " بالتشديد " ومَيْتَةٌ " بالتَّخفيف " ومَيِّتٌ " مُشَدّداً بغير هاءٍ ويُخَفّف والجمعُ كالجَمْعِ . قال سيبويهِ : وافقَ المُذَكَّر كما وافَقَه في بعضِ ما مَضَى قالَ : كأَنّه كُسِّرَ ميت وفي التَّنْزِيلِ : العزيز " لُنحْيِىَ بِه بَلْدَةً مَيْتاً " قال الزَّجّاج : قال : ميْتاً ؛ لأَنّ البَلْدَةَ والَبَلَد واحدٌ وقال - في محلٍّ آخرَ - المَيْتُ : المَيِّتُ بالتّشْدِيدِ إِلا أَنّه يُخَفّف يقالُ : مَيْتٌ ومَيِّتٌ والمْعنى واحدٌ ويستوى فيه المَذْكّر والمُؤَنَثّ . " والمَيْتَةُ : ما لَم تلْحقْهُ الذَّكاةُ " عن أَبي عَمْرٍو . والمْيتة : ما لَمْ تُدْركْ تَذْكِيَتُه . وقال النَوويّ - في تَهذيبِ الأَسماءِ واللّغات - : قال أَهلُ اللّغةِ والفقهاءُ : الميْتَةُ : ما فارقَتْه الرُّوحُ بغير ذَكاة وهي مُحَرَّمةٌ كُلُّها إِلاّ السَّمَكَ والجَراد فإِنَّهما حلاَلانِ بإِجْماع المُسْلِمينَ . وفي المصباح : المرادُ بالمَيْتَةِ في عُرْفِ الشَّرْعِ : ما ماتَ حَتْفَ أَنْفِه أَو قُتِل على هَيْئَةٍ غيرِ مَشْروعة إِمّا في الفاعِلِ أَو فِي المَفْعُول . قال شيخُنا : فقوله : في عُرْفِ الشَّرعِ يُشيرُ إِلى أَنّه ليس لُغَةً مَحْضَةً ونسبه النَّووِيّ للفُقهاءِ وأَهلِ اللّغةِ إِمّا مُرادَفةً أَو تَخْصِيصاً أَو نحو ذلك مما لا يَخْفى . المِيتَةُ " بالكَسْرِ للنَّوْعِ " من الموْت . وفي اللسان : المِيتَةُ : الحالُ من أَحْوالِ المَوْتِ كالجِلْسَةِ والرِّكْبَةِ يقال : ماتَ فلانٌ مِيتَةً حَسَنَةً وفي حديثِ الفِتَنِ " فقَدْ ماتَ مِيتَةً جاهِلِيَّةً " هي بالكَسْرِ : حالةُ المَوْتِ أَي كما يَمُوت أَهلُ الجَاهِلّية من الضَّلالِ والفُرْقةِ وجَمعُها مِيَتٌ . قولهم : " ما أَمْوَتَه أَي ما أَمْوَتَ قَلْبَه ؛ لأَنَّ كلَّ فِعْل لا يَتَزَيَّدُ لا يُتَعَجَّبُ مِنْه " تَبِع فيه الجَوْهَرِيَّ وغيرَه وهو إِشارةٌ إِلى أَنّه يَنْبَغِي أَن يُحْمَلَ على مَوْتِ القَلْبِ ؛ لأَنَّ الموتَ لا يُتَعجَّبُ مِنْه ؛ لأَنَّ شرطَ التَّعَجُّب أَن يكونَ مما يَقْبلُ الزّيادةَ والتّفاضُلَ ومالا يَقْبَلُ ذلك - كالمَوْتِ والفَناءِ والقَتْل - لا يجوزُ التَّعجُّبُ منه كما عُرِف في العَربِيَّة . " والمُواتُ كغُراب : المَوْتُ " مطلقاً ومنهم من خَصَّه بالموتِ يَقَعُ في الماشِيَةِ كما يأْتي . من المجازِ : أَحيَا اللهُ البلدَ الميِّتَ وهو يُحْيِى الأَمْواتَ والمَوَاتُ هو " كسَحَابٍ : مالاَ رُوحَ فيهِ " " وأَرضٌ " مَواتٌ : " لا مَالِكَ لها " من الآدَمِيِّينَ ولا يُنْتَفعُ بِها وزاد النَّوَويّ : ولا ماءَ بِها كما يُقَال : أَرْضٌ مَيِّتَةٌ . " والموَتانُ بالتَّحرِيكِ : خلافُ الحَيَوانِ أَو أَرْضٌ لم تُحْىَ بَعْدُ " وهو قول الفرّاءِ وقالوا : حُرِّك حَمْلاً على ضِدّه وهو الحَيَوان وكِلاهُما شاذٌّ ؛ لأَن هذا الوَزنَ من خصائصِ المصَادِرِ فاستعمالُه في الأَسماءِ على خلافِ الأَصْل كما قُرِّرَ في التَّصْريفِ . وفي اللِّسانِ : الموَتَانُ من الأَرْضِ : ما لمْ يُسْتَخْرَجْ ولا اعْتُمِرَ على المَثَل وأَرضٌ مَيِّتَةٌ ومَوَاتٌ من ذلك وفي الحديث :