أَي : دائمٌ . ومنه : وَصَبَ الشَّحْمُ وقد تقدّم فيكون من المجاز . وَصَب على الأَمْرِ : إِذا وَاظَبَ عليه . ووَصَبَ الرجُلُ في مالِه وعلى مالِه يَصِبُ كوَعَدَ يَعِدُ وهو القِياس . ووَصِبَ يَصِب بكسر الصّاد فيهما جميعاً نادرٌ : إِذا لَزِمَهُ وأَحْسَنَ القِيَامَ عَلَيْهِ كِلاهُمَا عن كُراع وقَدَّمَ النّادرَ على القِياس ولم يذكر اللُّغَويون : وَصِبَ يَصِبُ مع مَا حَكَوْا مِنْ : وَثِقَ يَثِقُ ووَمِقَ يَمِقُ ووَفِقَ يَفِقُ وسائره . ومَفازَةٌ واصِبَةٌ : بَعِيدةٌ جِدًّا وذلك إِذا كانت لا غايةَ لها . وفي الأَساسِ : لا تَكادُ تَنهِي لبُعدْها . والوصْبُ ما بيْن البِنْصِرِ إِلى السَّبّابَةِ وذا مِن زِيادته . أَوْصَبَه اللهُ فهو مُوصَبٌ كَمُكْرَم . والمُوَصَّبُ كمُعَظَّمٍ : الكَثيِرُ الأَوْجَاعِ هكذا عبارةُ الجوهَرِيّ . وفي حديث عائشةَ رَضِي الله عنها : " أَنا وَصَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلّم " أَي : مَرَّضْتُه في وَصَبِه . والوَصَبُ : دَوامُ الوَجَعِ ولُزومُه كمَرَّضْتُه من المرض أَي : دَبَّرْتُه في مَرضه . وقد يُطْلَقُ الوَصَبُ على التَّعَبِ والفُتورِ في البَدَن . وفي حديث فارِعة أُخْتِ أُمَيَّة قالت له : " هَلْ تَجِدُ شَيْئاً ؟ قالَ : لا إِلاّ تَوْصِيباً " أَي : فُتوراً . وفي الأَساس : وأَتَوَصَّبُ : أَجِدُ وَجَعاً . وفي بَدَنِي تَوَصُّبٌ . ووَصَبَ لَبنُ الناقةِ : دامَ . وأَوْصبَت الناقةُ ووَاصَبَتْ وهي مُوصِبَةٌ ومُوَاصِبَةٌ . انتهى .
وممّا استدركه شيخنا على المُصَنِّف : وَصّابٌ : بَطنٌ من حِمْيَرَ نُسِبَ إِليه عَمْرُو بْن حَفصٍ الوَصّابيُّ وأُمُّ الدَّرْدَاءِ الصُّغرَى المُخْتَلَف في صحبتها وهي : خَيْرَةَ أَو هُجَيْمَة الوَصّابيّة ويقال : الأَصَّابِيّة أَشار إِليها في الإِصَابَة وذَكَرها الجَلالُ في طبقات الحُفّاظ . ونُسِبَ إِلى هذَا البطن جماعاتٌ كما في أَنسابِ ابنِ الأَثِيرِ انتهى . قلتُ : قال ابْنُ الكَلْبيّ : في حِمْيَرَ فَضْلُ بنُ سَهْل بنِ عَمْرِو بن قَيْسِ بنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جُشَمَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ . وزاد الهَمْدَانيُّ بينَ سَهْلٍ وعَمْرٍو : زَيْداً وابْنُ الكَلْبيّ جعلَ زيداً أَخا سهْل وهو أَخو وَصّابٍ أَيضاً . ثمّ قال الهَمْدانيّ : والمُجمَع عليه أَنَّ وَصّاباً ابنُ مالكِ بنِ زَيْدِ بْنِ سَدَدِ بن زُرْعَةَ بنِ سَبَإٍ الأَصغر منهم : ثُوَيْبٌ أَبو الرّشد الحِمصيّ ذكره ابْنُ أَبي حاتِمْ وقال ابن الأَثِير : وصّاب بن سَهْل أَخو جبلان بن سَهْلٍ الّذِي يُنْسَب إِليه الجبلانّيون وهما من حِمْيَر . كذا في أَنساب البُلْبَيْسِيّ . ووُصَابٌ كغُرَابٍ ويُقَالُ أُصَابٌ اسْمُ جَبل يُحَاذِي زَبِيدَ باليَمَن وفيه عِدّةُ بلادٍ وقرًى وحُصُون وأَهله عُصاةٌ لا طاعةَ عليهم لسُلْطان اليمن إِلاَّ عَنْوَةً معاناةً من السُّلطان لِذلك كذا في المعْجَمِ لياقُوت . قلْت : والآنَ في قَبْضة سُلطان اليَمَن يَدِينُونَهُ ويَدْفَعُون له العُشْرَ والخَراجَ وحُصونُهم عاليةٌ جدًّا منها جبلُ المصباح وغيرُهُ . ثمّ إِنّي رأَيتُ أَبا الفِدَاءِ إِسماعيلَ بْن إِبراهيمَ ذكر في كتابه : الأَوْصابِيَّ منسوباً بلفظ الجمع وقال : إِلى أَوْصَاب بالفَتْح قبيلة من حِمْيَرَ منها : أُمُّ الدَّرْدَاءِ واسمُها هُجَيْمة الأَوصابِيَّة وهي الصَّغْرَى تُوُفِّيَتْ بعدَ سنةِ إِحْدَى وثَمانينَ . ونقلَ ذلك عن أُسْدِ الغابة . وكانت من فُضَلاءِ النِّساءِ . وذكر الحافِظُ تَقِيُّ الدّين في المعجم : أَنَّ الصَّحِيح أَنْ لا صُحْبَةَ لها والله أَعلمُ .
و ط ب .
الوَطْبُ : سِقَاءُ اللَّبَنِ زاد في الصِّحاح : خاصَّةً . وفي مجمع البحار وغيره : الوَطْبُ : الرِّقُّ الّذي يكونُ فيه السَّمْنُ واللَّبنُ وهُوَ جِلد الجَذَعِ محرّكةً فما فَوْقَهُ . قاله ابْنُ السِّكِّيتِ قال : ويُقَالُ لجِلْد الرَّضِيع الّذِي يُجْعَلُ في اللَّبَنُ : شَكْوَةٌ ولجِلْد الفَطِيم : بَدْرَةٌ ويقال لِمثْل الشَّكْوَةِ ممّا يكونُ فيه السَّمْنُ : عُكَّةٌ ولمثْل البَدْرَةِ : المِسْأَدُ . وج الوَطْب في القِلَّةِ : أَوْطُبٌ والكثيرُ وِطَابٌ قال امْرُؤُ القَيْسِ :