وأَفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِيضاً ... فلو أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ وسيأْتي قريباً ؛ وأَوْطابٌ شاذٌّ في فَعْل بالفتح . وتَساهلوا في المعتلّ منه كأَوْهامٍ وأَسْياف ونحوِهِما . وجج أَي : جمع الجمع أَواطِبُ جمعُ أَوْطُبٍ كَأَكالِب في أَكْلُبٍ . من المَجَاز : الوَطْب : الرَّجُلُ الجافي . الثَّدْيُ العَظِيمُ تَشبيهاً بوَطْب اللَّبَن . والوَطْبَاءُ : المرأَةُ العَظِيمَةُ الثَّدْيِ كأَنَّهَا ذاتُ وَطْبٍ أَي : تَحْمِلُ وَطْباً من اللَّبَن . يُقَال للرَّجُلِ : صَفِرَتْ وِطَابُهُ أَي : إِذا ماتَ أَو قُتِلَ . وقيل : إِنّهُم يَعْنُونَ بذلك خُروجَ دَمِه من جَسده . وقيل : معنَى صَفِرَ الوِطَابُ : خَلاَ أَسَاقيه من الأَلبان الّتي تُحْقَنُ بها لأَنَّ نَعَمَه أُغِيرَ عليها فلم يبْقَ له حَلُوبةٌ ؛ وقال تَأَبَّط شرًّا : .
أَقُولُ لِلِحْيانٍ وقد صَفِرَتْ لَهُمْ ... وِطابي ويَوْمِي ضَيِّقُ الحَجْرِ مُعْوِرُ جعل رُوحَهُ بمنزلة اللَّبَن الَّذي في الوِطاب وجعل الوَطْبَ بمنزلةِ الجسدِ فصا خُلُوُّ الجسد من الرُّوح كخُلُوّ الوَطْب من اللَّبن . والطِّبَةُ بالتّخْفيف : القَطعةُ المرتفعةُ أ المستديرةُ من الأَدَم لغة في الطِّبَّة وقال ابن سيدَه : لا أَدري أَهُو محذُوفُ الفَاءِ أَم محذُوف اللام فإِن كان محذوفَ الفاءِ فهو من الوَطْب وإِنْ كان محذوفَ اللاّم فهو من : طَبَيْتُ وطَبَوْتُ ؛ أَي : دَعَوتُ . والمعروف : الطِّبّةُ بالتَّشْدِيد وقد تقدَّم في موضعِه . وفي حديثِ عبدِ اللهِ بن بُسْرٍ : " نَزَل رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلّم على أَبِي فقَرَّبْنا إِليه طعاماً وجاءَه بوَطْبَةٍ فأَكَلَ منها " هكذا في كتاب أَبي مسعودٍ الدِّمشْقيّ وأَبي بكر البَرْقانِيّ . قال النَّضْر : الوَطْبَةُ : الحَيْسُ يجمع بينَ التَّمْرِ والأَقِط والسَّمْن . ونقله عن شُعْبَةَ على الصِّحَّة بالوَاو . ورواه الحُمَيْدِيُّ في كتاب مُسْلِمٍ بالرّاءِ وهو تصحيفٌ وفي أُخْرَى : " بوطيئة في باب الهمزة وقال : هي طَعَامٌ يُتَّخَذُ من التَّمْر كالحَيْسِ . ويُرْوَى بالبَاءِ المُوَحَّة . وقيل : هو تَصحِيفٌ .
و ظ ب .
وظَبَ عليه يَظِبُ وُظُوباً بالضَّمّ : دَامَ عن اللّيْث . أَو وَظَبَ عليه وَوَظَبَهُ يَظِبُهُ وُظُوباً دَاوَمَهُ ولَزِمَهُ وتَعَهَّدَهُ كوَاظَبَ مُوَاظَبَةً . وقد يَتَعَدَّى وَاظَبَ بنفْسه . حَمْلاً على لازَمَ لأَنّهُ نظيرُه أَشارَ له ابْنُ الكمال في شرح مفتاح السَّكَّاكيّ عندَ قوله : وافتخار بمُوَاظَبتِها . وقال السَّعْدُ : الصَّوابُ : بالمُوَاظبة عليها . انظره في شرح شيخنا . قال أَبو زيد : الموَاظَبة : المثابَرة على الشَّيْءِ والمداومة عليه . قال اللِّحْيَانيُّ : يُقَالُ : فُلانٌ مُوَكِظٌ على كَذا وكذا . وواكِظٌ وواظِبٌ ومُوَاظِبٌ بمعنًى واحدٍ أي : مُثابِرٌ . وفي حديثِ أَنَسٍ : " كُنَّ أُمَّهاتِي يُوَاظِبْنَنِي على خَدْمته " أَي : يَحمِلنني ويَبعثنَني على ملازمةِ خدْمَته والمُداومة عليها . وَأَرْضٌ مَوْظُوبَةٌ ورَوضَةٌ مَوظُوبةٌ : تُدُووِلَتْ بالرَّعْيِ وتُعُهِّدَت فَلَمْ وفي غيرِهِ من الأُمّهَات : حتّى لم يَبْقَ فيها كَلأٌ . ويُقَال واد مَوظوبٌ : مَعرُوكٌ . وفي المُحْكَم : يقال للرَّوضة إِذا أُلِحَّ عليها في الرَّعْيِ قد وُظِبَتْ فهي مَوظوبةٌ . فلانٌ يَظِبُ على الشَّيْءِ ويُوَاظِبُ عليه . ورَجُلٌ مَوْظَوبٌ : تَدَاوَلَتِ النّوَائِبُ مالَهُ وأَنْشَدَ الجوهَرينُّ لسَلامَةَ بْنِ جَنْدَلٍ : .
كُنّا نَحُلُّ إِذا هَبَّتْ شَآمِيَةٌ ... بِكُلِّ وادٍ جَدِيبِ البَطْنِ مَوْظُوبِ هكذا في نُسَخ الصِّحاحِ وفي هامشها : قال ابْنُ بَرِّيّ : صوابُ إِنشادِه : " حَطِيبِ الَطْنِ مَجْدُوبِ " والّذي فيه " موظوب " بعدَهُ : .
شِيبِ المَبَارِكِ مَدْرُوسٍ مَدَافِعُهُ ... هابِي المَراغِ قَلِيلِ الوَدْقِ مَوْظُوبِ