ورفعه الله تعالى كما درست الصحف وكتب سائر الانبياء جملة فهذا هو الذىقلنا وقد أوضحنا البرهان على صحة ما أوردنا من التبديل والكذب في التوراة والزبور ونورد إن شاء الله تعالى في الانجيل وبالله تعالى نتأيد فظهر فساد تمويهم نأننا نقربالتوراة والانجيل والزبور ولم ينتفعوا بذلك في تصحيح ما بأيديهم من الكتب المكذوبة المبدلة والحمد لله رب العالمين واما استشهادنا على اليهود والنصارى بما فيهما من الانذار بنبينا A فحق وقد قلنا آنفا ان الله تعالى اطلعهم على تبديل ما شاء رفعه من ذينك الكتابين كما أطلق أيديهم على قتل من أراد كرامته بذلك من الأنبياء الذين قتلوهم بانواع المثل وكف أيديهم عما شاء ابقاءه من ذينك الكتابين حجة عليهم كما كف أيديهم الله تعالى عمن أراد أيضا كرامته بالنصر من أنبيائه الذين حال بين الناس وبين أذاهم وقد أغرق الله تعالى قوم نوح عليه السلام وقوم فرعون نكالالهم وأغرق آخرين شهادة لهم وأملى لقوم ليزدادوا إثما وأملى لقوم آخرين ليزدادوا فضلا هذا مالا ينكره أحد من أهل الاديان جملة وكان ما ذكرنا زيادة في أعلام النبي A الواضحة وبراهينه اللآئحة والحمد لله رب العالمين .
فبطل اعتراضهم علينا باستشهادنا عليهم بما في كتبهم المحرفة من ذكر نبينا A وأما استشهاد رسول الله A بالتوراة في أمر رجم الزاني المحصن وضرب بن سلام Bه يد ابن صوريا اذ جعلها على آية الرجم فحق وهو مما قلنا آنفا أن الله تعالى أبقاه حزيا لهم وحجة عليهم وانما يحتج عليهم بهذا كله بعد اثبات رسالته A بالبراهين الواضحة الباهرة بالنقل القاطع للعذر على ما قد بينا ونبين ان شاء الله تعالى ثم نورد ما أبقاه الله تعالى في كتبهم المحرفة من ذكره عليه السلام اخزاء لهم وتبكيتا وفضيحة لضلالهم لا لحاجة منا الى ذلك اصلاو الحمد لله رب العالمين وأما الخبر بأن النبي عليه السلام أخذ التوراة وقال آمنت بما فيك فخبر مكذوب موضوع لم يأت قط من طرق فيها خير ولسنا نستحل الكلام في الباطل لوصح فهو من التكلف الذى نهينا عنه كما لا يحل توهين الحق ولا الاعتراض فيه واما قول الله عزوجل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل اليكم من ربكم فحق لامرية فيه وهكذا نقول ولا سبيل لهم الى اقامتها ابدا لرفع ما اسقطوا منها فليسوا على شيء الا بالايمان بمحمد A فيكونون حينئذ مقيمين للتوراة والانجيل كلهم يؤمنون حينئذ بما أنزل الله منهما وجد أو عدم ويكذبون بما بدل فيهما مما لم ينزله الله تعالى فيهما وهذه هي اقامتهما حقا فلاح صدق قولنا موافقا لنص الآيه بلا تأويل والحمد لله رب العالمين واما قوله تعالى قل فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين فنعم انما هو في كذب كذبوه ونسبوه الى التوراة على جارى عادتهم زائد على الكذب الذى وضعه أسلافهم في توراتهم فبكتهم عليه السلام في ذلك الكذب المحدث باحضار التوراة ان كانوا صادقين فظهر كذبهم وكم عرض لنا هذا مع علمائهم في مناظراتنا لهم قبل أن نقف على نصوص التوراة فالقوم لا مؤنة عليهم من الكذب حتى الآن اذا طمعوا بالتخلص من مجلسهم لا يكون ذلك الا بالكذب وهذا خلق حسيس وعار لا يرضى به مصحح ونعوذ بالله من مثل هذا واما قوله تعالى انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا و الربانيون