والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله فنعم هذا حق على ظاهره كما هو وقد قلنا ان الله تعالى انزل التوراة وحكم بها النبيون الذين أسلموا كموسى وهارون وداود سليمان ومن كان بينهم من الانبياء عليهم السلام ومن كان في أزمانهم من الربانبين والاحبار الذين لم يكونوا أنبياء بل كانوا حكاما من قبل الانبياء عليهم السلام ومن كان في أزمانهم من الربانيين والاحبار قبل حدوث التبديل هذا نص قولنا وليس في هذه الآية انها لم تبدل بعد ذلك اصلا بنص ولا بدليل وأما من ظن لجهله من المسلمين أن هذه الآية نزلت في رجم النبي A لليهود بين اللذين زينا وهما محصنان فقد ظن الباطل وقال بالكذب وتأول المحال وخالف القرآن لان الله تعالى قد نهى نبينا عليه السلام عن ذلك نصا بقوله وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة وقال عزوجل ولا تتبع اهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك .
قال أبو محمد Bه فهذا نص كلام الله عزوجل الذى ما خالفه فهو باطل وأما قوله تعالى وليحكم أهل الانجيل بما أنزل الله فيه فحق على ظاهره لان الله تعالى أنزل فيه الايمان بمحمد A واتباع دينه ولا يكونون ابدا حاكمين بما أنزل الله تعالى فيه الا باتباعهم دين محمد A فانما أمرهم الله تعالى بالحكم بما أنزل في الانجيل الذى ينتمون اليه فهم أهله ولم يأمرهم قط تعالى بما يسمى انجيلا وليس بانجيل ولا انزله الله تعالى كما هو قط والآية موافقة لقولنا وليس فيها أن الانجيل لم يبدل لا بنص ولا بدليل انما فيه الزام النصارى الذين يتسمون بأهل الانجيل أن يحكموا بما أنزل الله فيه وهم على خلاف ذلك وأما قوله تعالى ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل وما أنزل اليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم فحق كما ذكرناه قبل ولا سبيل لهم الى اقامة التوراة والانجيل المنزلين بعد تبديلهما الا بالايمان بمحمد A فيكونون حينئذ مقيمين للتوراة والانجيل حقا لايمانهم بالمنزل فيهما وجحدهم ما لم ينزل فيهما وهذه هي اقامتهما حقا وأما قوله تعالى يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم فنعم هذا عموم قام البرهان على انه مخصوص وأنه تعالى إنما أراد مصدقا لما معكم من الحق لا يمكن غير هذا لاننا بالضرورة ندرى أن معهم حقا وباطلا ولا يجوز تصديق الباطل ألبته فصح أنه أنما انزله تعالى مصدقا لما معهم من الحق وقد قلنا أن الله تعالى ابقى في التوراة والانجيل حقا ليكون حجة عليهم وزائد في خزيهم وبالله تعالى التوفيق فبطل تعلقهم بشيء مما ذكرنا والحمد لله رب العالمين قال أبو محمد Bه وبلغنا عن قوم من المسلمين ينكرون بجهلهم القول بأن التوراة والانجيل الذين بأيدى اليهود والنصارى محرفان وانما حملهم على هذه قلة اهتبالهم بنصوص القرآن والسنن أترى هؤلاء ما سمعوا قول الله تعالى يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون وقوله تعالى وان فريقا منهم