وهؤلاء كلهم كذابون قد وضح عليهم الكذب جهارا على ما نوضحه بعد هذا إن شاء الله تعالى وكل هؤلاء مع ما صح من كذبهم وتدليسهم في الدين فانما كانوا متسترين باظهار دين اليهود ولزوم السبت بنص كتبهم ويدعون الى التثليث سرا وكانوا مع ذلك مطلوبين حيث ما ظفروا بواحد منهم ظاهر اقتل فبطل الانجيل والتوراة برفع المسيح عليه السلام بطلانا كليا وهذا الجواب انما كان يحتاج اليه قبل أن يظهر من كذب توارتهم وكتبهم ما قد اظهرنا وأما بعد ما أوضحنا من عظيم كذب هذه الكتب بما لا حيلة فيه فاعتراض ساقط لان يقين الباطل لا يصححه شيء أصلا كما أن يقين الحق لا يفسد شيء أبدا فاعلموا الآن أن ما عورض به الحق المتيقن ليبطل به أو عورض به دون الكذب المتيقن ليصحح به فأنما هو سغب وتمويه وإبهام وتحييل فاسد بلا شك لان يقينين لا يمكن البته في البنيه أن يتعارضا أبدا وبالله تعالى التوفيق .
فان قيل فانكم تقرون بالتوراة والانجيل وتستشهدون على اليهود والنصارى بما فيها من ذكر صفات نبيكم وقد استشهد نبيكم بنصها في قصة الراجم للزاني المحصن .
وروى أن عبد الله بن سلام ضرب يد عبد الله بن صوريا اذ وضعها على آية الرجم وروى أن النبي A أخذ التوراة وقال آمنت بما فيك وفي كتابكم يا أهل الكتاب لستم على شىء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل اليكم من ربكم وفيه أيضا قل فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين وفيه أيضا أنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء وفيه وليخكم أهل الانجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون وفيه ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل وما أنزل اليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم وفيه يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم قلنا وبالله التوفيق كل هذا حق حاشا قوله عليه السلام آمنت بما فيك فانه باطل لم يصح قط وكله موافق لقولنا في التوراة والانجيل بتبديلهما وليس شيء منه حجة لمن ادعى أنهما بأيدى اليهود والنصارى كما نزلا على ما نبين الآن إن شاء الله تعالى بالبرهان الواضح قال ابو محمد Bه أما اقرارنا بالتوراة والانجيل فنعم وأى معنى لتمويهكم بهذا ونحن لم ننكرهما قط بل نكفر من أنكرهما أنما قلنا أن الله تعالى أنزل التوراة على موسى عليه السلام حقا وأنزل الزبور على داود عليه السلام حقا وأنزل الانجيل على عيسى عليه السلام حقا وأنزل الصحف على ابراهيم وموسى عليهما السلام حقا وأنزل كتبا لم يسم لنا على أنبياء لم يسموا لنا حقا نؤمن بكل ذلك قال تعالى صحف ابراهيم وموسى وقال تعالى وانه لفي زبر الاولين وقلنا ونقول إن كفار بني اسرائيل بدلوا التوراة والزبور فزادوا ونقصوا وأبقى الله تعالى بعضها حجة عليهم كما شاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لا معقب لحكمه وبدل كفار النصارى الانجيل كذلك فزادوا ونقصوا وأبقى الله تعالى بعضها حجة عليهم كما شاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فدرس ما بدلوا من الكتب المذكورة