بهم وأن موسى الذي أنذر بمحمد A لاخبار رسول الله A بصحة نبوتهم ومعجزاتهم فقط ولولا إخباره عليه السلام بذلك ما كانوا عندنا إلا كشموال وإبراث وحداث وحقاي وحبقون وعدوا ويؤال وعاموص وعوبديا ومسيخا وناحوم وصفينا وملاخي وسائر من تفر اليهود بنبوته كاقرارهم بنبوة موسى سواء بسواء ولا فرق بين طرق نقلهم لنبوة لجميعهم ونحن لا نصدق نقل اليهود في شيء من ذلك بل نقول أنه قد كان لله تعالى أنبياء في بني إسرائيل أخبر بذلك الله تعالى في كتابه المنزل علي نبيه الصادق المرسل فنحن نقطع بنبوة من سمي لنا منهم ونقول في هؤلاء الذين لم يسم لنا محمد A أسماءهم الله D أعلم إن كانوا أنبياء فنحن نؤمن بهم وإن لم يكونوا أنبياء فلسنا نؤمن بهم آمنا بالله وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وهكذا نقر بنبوة صالح وهود وشعيب وإسماعيل وبأنهم رسل الله يقينا ولا نبالي بإنكار اليهود لنبوتهم ولا بجهلهم بهم لأن الصادق عليه السلام شهد برسالتهم وأما التوراة فما وافقنا قط عليها لأننا نحن نقر بتوراة حق أنزلها الله تعالى غلى موسى عليه السلام وأصحابه لأنه تعالى أخبرنا بذلك في كتابه الناطق على لسان رسول الله A الصادق ونقطع بأنها ليست هذه التي بأيديهم بنصها بل حرف كثير منهم وبدل وهم يقرون بهذه التي بأيديهم ولا يعرفون التي نؤمن نحن بها وكذلك لا نصدق بشريعتهم التي هم عليها الآن بل نقطع بأنها محرفة مبدلة مكذوبة وهم لا يؤمنون بموسى الذي بشر بمحمد A وبرسالته وبأصحابه فاعلموا أننا لم نوافقهم قط على التصديق بشيء من دينهم ولا مما هم عليه ولا مما بأيديهم من الكتاب ولا بالنبي الذي يذكرونه لما قد أوضحناه من فساد نقلهم ووضوح الكذب فيه وعموم الدواخل فيه .
قال أبو محمد Bه ونذكر إن شاء الله تعالى طرفا مما في سائر الكتب التي عندهم التي يضيفونها إلى الأنبياء عليهم السلام من الفساد كالذي ذكرنا في توراتهم ولا خلاف في أن اهتبالهم بالتوراة كان أشد وأكثر أضعافا مضاعفة من اهتبالهم بسائر كتب أنبياءهم أما كتاب يوشع فإن فيه براهين قاطعة بأنه أيضا تاريخ ألفه لهم بعض متأخريهم بيقين وأن يوشع لم يكتبه قط ولا عرفه ولا أنزل عليه .
فمن ذلك أن فيه نصا فلما انتهى ذلك إلى دوسراق ملك بيوس التي بنى فيها سليمان بن داود بيت المقدس فعل أمرا ذكره .
قال أبو محمد Bه ومن المحال الممتنع أن يخبر يوشع أن سليمان بنى بيت المقدس ويوشع قبل سليمان بنحو ستمائة سنة ولم يأت هذا النص في كتاب يوشع المذكور على سبيل الإنذار أصلا أئما مساقه بلا خلاف منهم مساق الأخبار عما قد مضى .
وفيه قصة بشيعة جدا وهي أن عخار بن كرمي بن شذان بن شيلة بن يهوذا بن يعقوب عليه السلام غل من المغنم خيطا أرجوانا وحق ذهب فيه خمسون مثقالا ومائتا درهم فضة فأمر يوشع برجمه ورجم بنيه