عليهم أن يجعلوا لله ولدا إلا ما وجدوا في هذه الكتب الملعونة المكذوبة المبدلة بأيدي اليهود وليس في العجب أكثر من أن يجعلهم أنفسهم أولاد الله تعالى وكل من عرفهم يعرف أنهم أوضر الأمم بزة وأبردهم طلعة وأغثهم مقاطع وأتمهم خبثا وأكثرهم غشا وأجبنهم نفوسا وأشدهم مهانة وأكذبهم لهدة وأضعفهم همة وأرعنهم شمائل بل حاش لله من هذا الاختبار الفاسد .
ومثل قوله في هذه السورة أنه تعالى حملهم على منكبيه .
ومثل قوله أنه قسم الأجناس من بني آدم وجعل قسمة الأجناس على حساب بني إسرائيل وجعلهم سهمه فهذا كذب ظاهر حاش لله منه لأن أولاد بني إسرائيل اثنا عشر فعلى هذا يجب أن يكون أجناس بني آدم اثني عشر وليس الأمر كذلك فإن كان عنى من تناسل من بني إسرائيل فكذب حينئذ أشنع وأبشع لأن عددهم لا يستقر على قدر واحد بل كل يوم يزيدون وينقصون بالولادة والموت هذا ما لا شك فيه فكل هذه براهين واضحة بأنها محرفة مبدلة مكذوبة فإذ هي كذلك فلا يجوز البتة في عقل أحد أن يشهد في تصحيح شريعة ولا في نقل معجزة ولا في إثبات نبوة بنقل مكذوب مفترى موضوع هذا ما لا شك فيه وقد قلنا أو نقول أن نقل اليهود فاسد مدخول لأنه راجع إلى قوم اتبعوا من أخرجهم من الذل والبلاء والسخرة والخدمة في عمل الطوب وذبح أولادهم عند الولادة ومن حال لا يصبر عليها كلب مطلق ولا حمار مسيب إلى العز والراحة والعافية والتملك للأموال وأن يكونوا آمرين مخدومين آمنين على أولادهم وأنفسهم ولا ينكر في مثل هذا الحال أن يشهد المخلص للمخلص بكل ما يريد منه ومع هذا كله فإن انباءهم لموسى عليه السلام الذي أخرجهم من تلك الحالة إلى هذه الأخرى وطاعتهم له كانت مدخولة ضعيفة مضطربة .
وقد ذكر في نص توراتهم أنهم إذ عملوا العجل نادوا هذا إله موسى الذي يخلصهم من مصر ومرة أخرى أرادوا قتله وتصايحوا قدم علي أنفسنا قائدا ونرجع إلى مصر ومع هذا كله قولهم أن السحرة عملوا مثل كثير مما عمل موسى وأن كل ذلك بيان ممكن بصناعة معروفة وفي هذا كفاية وهم مقرون بلا خلاف من أحد منهم أنه لم يتتبع موسى في أمة سواهم ولا نقلت لهم معجزة وطائفة غيرهم وأماالنصارى فمنهم أخذوا نبوة موسى ومعجزاته وأما سائر الأمم والملل والمجوس والفرس والصابئين والسريانيين والمانية والسميئة والبراهمة والهند والصين والترك فلا أصلا ولا على أديم الأرض مصدق بنبوة موسى وبالتوراة التي بأيديهم والأهم ومن هو شعبة منهم كالنصارى .
وأما نحن المسلمين فإنما قبلنا نبوة موسى وهارون وداود وسليمان وإلياس واليشع عليهم السلام وصدقنا بذلك وآمنا