ورجم بناته حتى يموتوا كلهم بالحجارة وأمر بإحراق مواشيه كلها وحاش لله أن يحكم نبي بهذا الحكم فيعاقب بأغلظ العقوبة من لا ذنب له من ذرية لم تجن شيئا بجناية أبيهم مع أن نص التوراة لا يقتل الأب بذنب الإبن ولا الإبن بذنب الأب فلا بد ضرورة من أن يقولوا نسخ يوشع هذا الحكم فيثبتوا النسخ من نبي لشريعة نبي قبله وفي شريعة موسى أيضا أو ينسبوا الظلم وخلاف أمر الله إلى يوشع فيجعلوه ظالما عاصيا لله مبدلا أحكامه وما فيها حظ المختار منهم وبالله تعالى التوفيق .
وفيه أن كل من دخل من بني إسرائيل الأرض المقدسة فإنهم كانوا مختونين وفيه أبناء تسعة وخمسين عاما وأقل وأن موسى عليه السلام لم يختن ممن ولد بعد خروجه من مصر أحدا هذا مع إقرارهم أن الله تعالى شدد في الختان وقال من لم يختتن في يوم أسبوع ولادته فلتنف نفسه من أمته بمعنى فليقتل فكيف يضيع موسى هذه الشريعة الوكيدة حتى يختنهم كلهم يوشع بعد موت موسى بدهر ولقد فضحت بهذا وجه بعض علمائهم فقال لي كانوا في التيه في حل وارتحال فقلت له فكان ماذا فكيف وليس كما تقولون بل كانوا يبقون المدة الطويلة في مكان واحد وفي نص كتاب يوشع بزعمكم أنه إنما خنهم إذ جازوا الأردن قبل الشروع في الحرب وفي أضيق وقت وختنهم كلهم حينئذ وهم رجال كهول وشبان وتركوا الختان إذ لا مؤنة في ختانهم أطفالا تحمله أمه مختونا كما تحمله غير مختون ولا فرق فسكت منقطعا وأما الكتاب الذي يسمونه الزبور ففي المزمور الأول منه قال بي الرب أنت ابني أنا اليوم ولدتك .
قال أبو محمد Bه فأي شيء تنكرونه على النصارى في هذا الباب ما أشبه الليلة بالبارحة وفيه أيضا أنتم بنو الله وبنو العلى كلكم وهذه أطم من التي قبلها ومثل ما عند النصارى أو أنتن وفيه في المزمور الرابع والأربعين منه عرشك يا الله في العالم وفي الأبد قضيب العدل قضيب ملكك أحببت الصلاح وأبغضت المكروه من أجل ذلك دهنك الهك بزيت الفرح بين أشراكك .
قال أبو محمد Bه هذه سوءة الأبد ومضيعة الدهر وقاصمة الظهر وإثبات إله آخر على الله تعالى دهنه بالزيت إكراما له ومجازاة له على محبته الصلاح وإثبات إشراك لله تعالى وهذا دين النصارى بلا مؤنة ولكن إثبات إله دون الله وقد ظهر عند اليهود هذا علانية على ما نذكر بعد أن شاء الله تعالى وبعده بيسير يخاطب الله تعالى وقفت زوجتك عن يمينك وعقاصها من ذهب أيتها الإبنة إسمعي وميلي بإذنيك وأبصري