وقيل إنها كناية راجعة إلى آدم نفسه ومعناه خلقه بشرا سويا من غير والد ووالدة ومن غير أن كان نطفة وعلقة بل صورة ابتداء وخلقه على تلك الصورة هذه طريقة المحققين .
والأولى لمن لا يتجر في العلم الأعراض عن التأويل في جملة ذلك والإيمان بظاهر الآيات والأخبار وإجرائها كما جاءت مع الاعتقاد بأنه لا يجوز عليه سبحانه وتعالى ما هو من سمات المحدثين وصفات المخلوقين .
مسألة .
مذهب أهل الحق أن لا خالق إلا الله سبحانه وتعالى وما يحدث في العالم فكلها حادثة بقدرته واختراعه ولا فرق بين ما يتعلق به قدرة الآدميين كالأجسام والألوان والطعوم وبين ما يتعلق به قدرة العباد كالاكتساب وجملة ذلك أن كل مقدور لقادر فهو مقدور لله تعالى فالله خالقه ومنشئه .
وزعمت المعتزلة أن العباد مخترعون لأفعالهم وأن الباري تعالى لا يوصف بالقدرة على مقدورات العباد كما لا يوصف العبد بالقدرة على مقدورات الباري تعالى .
ثم المتقدمون منهم امتنعوا من تسمية العبد خالقا والمتأخرون منهم أطلقوا ذلك