تضرب بها الأمثال ولا تدرك بالعقول آو قال بالمعقول ولا بالأهواء إنما هو الاتباع وترك الهوى انتهى .
فعلى هذا إن كل من اشتغل ببيان ما جاء عن السلف ولم يؤول ولم يعطل ولم يشبه ولم يستعمل الأقيسة وآراء الرجال المزخرفة بالأقوال لا يقال إنه اشتغل بالمذموم من علم الكلام فقد قال عمر بن عبد العزيز كلاما معناه قف حيث وقف قوم فإنهم عن علم وقفوا وببصر ناقد كفوا ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى وبالفضل لو كان فيها أحرى فلئن حدث بعدهم رأي فما أحدثه غلا من خالف هديهم ورغب عن سنتهم وقد وصفوا فجنوا منه ما يشفي وتكلموا منه بما يكفي لقد قصر عنهم قوم وضعوا وتجاوزهم آخرون فغلوا وإنهم فيها بين ذلك لعلى هدى ولهذا قال مالك لما سئل عن الاستواء الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة .
الخامسة قد ذكر بعض الحنابلة في عقيدته أن الشيخ الأشعري C تعالى معتقد ومؤتم وموافق لأحمد بن حنبل C تعالى ما نصه وأما أحمد بن حنبل وأصحابه منهم أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتكلم صاحب الطريقة المنسوبة إليه فصل في إبانة قول الحق والسنة فإن قال قائل قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والروافض والمرجئة فعرفونا قولكم الذي تقولون وديانتكم التي تدينون .
قيل له قولنا الذي تقول به وديننا الذي ندين الله به التمسك بكتاب ربنا وسنة نبينا وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما يقول أبو عبد الله أحمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته واجزل مثوبته قائلون ولمن خالف قوله مخالفون لأنه