من حروف وكلمات كالقرآن وأمثاله أيضا كلامه لأنها من بعض صور تلك الإفادة والإفاضة ظهرت بتوسط العلم والإرادة والقدرة في البرزخ الجامع بين الغيب والشهادة بمعنى عالم المثال من بعض مجاليه الصور المثالية كما يليق به سبحانه فالقياسان المذكوران في صدر البحث ليسا بمتعارضين في الحقيقة فالمراد بالكلام في القياس الأول الصفة القائمة بذاته وفي الثاني ما ظهر في البرزخ من بعض المجالي الإلهية والاختلاف الواقع بين فرق المسلمين يشعر بعدم الفرق بين الكلامين والله أعلم .
الرابعة فإن قلت قد قدمت فيما نقلته عن الشيخ الموفق من كلام السلف في ذم الاشتغال بعلم الكلام ونراك قد ألفت فيه فالجواب أن المذموم منه ما كان غير مأخوذ من كتاب ولا سنة بل كان بمحض الأقيسة فقد قال الإمام أحمد C تعالى أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه رسول الله واتباع القرآن وليس في السنة قياس ولا