والقرآن يخط له حروف الرقم وينطق به فله حروف اللفظ فلم يرجع إلى كونه حروفا منطوقا بها وهي كلام الله الذي هو صفة له أو للمترجم عنه .
فاعلم أنه قد أخبرنا نبيه أنه سبحانه يتجلى في القيامة بصور مختلفة فيعرف وينكر فمن كانت حقيقته تقبل هذا التجلي لا يبعد أن يكون الكلام بالحروف المتلفظة المسماة كلام الله لبعض تلك الصور كما يليق بجلاله .
وقال أيضا بعد كلام طويل فإذا تحققت ما قررنا ثبت أن كلام الله هو هذا المتلو المسموع المتلفظ به المسمى قرآنا وتوراة وزبورا وإنجيلا انتهى كلام الشيخ الأكبر .
فالذي ظهر منه أن الكلام الذي هو صفته سبحانه ليس سوى إفادته وإفاضته مكنونات علم على من يريد إكرامه وأن الكتب المنزلة المنطوقة