@ 41 @ فعمله له ، وافترقنا في كوننا قاصدينه مخلصين له الدين وأنتم قصدتم غيره ؛ فكيف يساوي بيننا وبينكم أو يخص بكرامته من أعرض عنه دون من قصده ؟ هذا لا يدخل عقل عاقل . | الثانية : أن الخصوم محاجتهم في الله لا في غيره مع فعلهم هذا في هذه الخصومة . | وأما الآية السابعة عشرة ففيها مسائل : | الأولى : إن كانت الخصومة في الصالحين ودعواهم أنهم على طريقهم ، فهم لا يقدرون أن يدّعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على طريقتهم ؛ بل يصرحون أنهم على غيرها ولكن يعتذرون أنهم لا يقدرون عليها فكيف هذا التناقض ؟ يدعون أنهم تابعوهم مع تحريمهم اتباعهم ، وزعمهم أن أحداً لا يقدر عليه ! | الثانية : قوله : ! 2 < أنتم أعلم أم الله > 2 ! فهذه لا يقدر أحد أن يعارضها فإذا سلمها وسلم لك أن العلم الذي أنزله الله ليس هو لعدم القدرة فهذا الذي عليه غيره ، وهذا إلزام لا محيد عنه . | الثالثة : أن منهم من يعرف الحق ويكتمه خوفاً من الناس مع كونه لا ينكره ، فلا أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ، فكيف بمن جمع مع الكتمان دفعها وسبها وتكفير من آمن بها ؟