@ 17 @ هو حظ العبد من الله ، وهو التضرع إليه والإلحاح عليه أن يرزقه هذا المطلب العظيم ، الذي لم يعط أحد في الدنيا والآخرة أفضل منه ، كما منَّ الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح بقوله : ! 2 < ويهديك صراطا مستقيما > 2 ! والهداية ها هنا التوفيق والإرشاد ، وليتأمل العبد ضرورته إلى هذه المسألة ، فإن الهداية إلى ذلك تتضمن العلم والعمل الصالح على وجه الاستقامة والكمال والثبات على ذلك إلى أن يلقى الله . | والصراط الطريق الواضح والمستقيم الذي لا عوج فيه ، والمراد بذلك الدين الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وهو ! 2 < صراط الذين أنعمت عليهم > 2 ! وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وأنت دائماً في كل ركعة تسأل الله أن يهديك إلى طريقهم ؛ وعليك من الفرائض أن تصدق الله أنه هو المستقيم ، وكلما خالفه من طريق أو علم أو عبادة ، فليس بمستقيم ، بل معوج . وهذه أول الواجبات من هذه الآية ، وهو اعتقاد ذلك بالقلب ؛ وليحذر المؤمن من خدع الشيطان ، وهو اعتقاد ذلك مجملا وتركه مفصلا ، فإن أكفر الناس من المرتدين يعتقدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحق وإنما خالفه باطل ؛ فإذا جاء بما لا تهوى أنفسهم فكما قال تعالى : ! 2 < فريقا كذبوا وفريقا يقتلون > 2 ! . | وأما قوله : ! 2 < غير المغضوب عليهم ولا الضالين > 2 ! فالمغضوب عليهم هم