@ 18 @ العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم ، والضالون العاملون بلا علم ، فالأول صفة اليهود ، والثاني صفة النصارى . وكثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم وأن النصارى ضالون ، ظن الجاهل أن ذلك مخصوص بهم ، وهو يقر أن ربه فارض عليه أن يدعو بهذا الدعاء ، ويتعوذ من طريق أهل هذه الصفات ، فيا سبحان الله كيف يعلمه الله ويختار له ، ويفرض عليه أن يدعو به دائماً مع ظنه أنه لا حذر عليه منه ، ولا يتصور أنه يفعله ، هذا من ظن السوء بالله . والله أعلم ، هذا آخر الفاتحة . | أما آمين فليست من الفاتحة ، ولكنها تأمين على الدعاء ، معناها اللهم استجب ، فالواجب تعليم الجاهل لئلا يظن أنها من كلام الله ؛ والله أعلم . | وهذه مسائل مستنبطة من سورة الفاتحة ؛ استنبطها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى . | الأولى : ! 2 < إياك نعبد وإياك نستعين > 2 ! فيها التوحيد ، الثانية : ! 2 < اهدنا الصراط المستقيم > 2 ! فيها المتابعة ، الثالثة : أركان الدين الحب والرجاء والخوف ، فالحب في الأولى والرجاء في الثانية والخوف في الثالثة . | الرابعة هلاك الأكثر في الجهل بالآية الأولى أعني استغراق الحمد واستغراق ربوبية العالمين ، الخامسة أول المنعم عليهم وأول المغضوب عليهم والضالين ، السادسة ظهور الكرم والحمد في ذكر المنعم عليهم ، السابعة ظهور القدرة والمجد في ذكر المغضوب عليهم والضالين ، الثامنة : دعاء الفاتحة مع قوله لا يستجاب الدعاء من قلب غافل . التاسعة : قوله : ! 2 < صراط الذين أنعمت عليهم > 2 ! فيه حجة الإجماع .