@ 16 @ وسنة بعد سنة لعلك أن تعرف ملة أبيك إبراهيم ودين نبيك فتحشر معهما ؛ ولا تصد عن الحوض يوم الدين ، كما يصدّ عنه من صدّ عن طريقهما . ولعلك أن تمر على الصراط يوم القيامة ، ولا تزل عنه كما زلّ عن صراطهما المستقيم في الدنيا من زل ، فعليك بإدامة دعاء الفاتحة مع حضور قلب وخوف وتضرع . | وأما قوله : ! 2 < إياك نعبد وإياك نستعين > 2 ! فالعبادة كمال المحبة وكمال الخضوع ، والخوف والذل ، وقدم المفعول وهو إياك ، وكرر للاهتمام والحصر أي لا نعبد إلا إياك ، ولا نتوكل إلا عليك ، وهذا هو كمال الطاعة ؛ والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين ، فالأول التبرؤ من الشرك ، والثاني التبرؤ من الحول والقوة فقوله : ! 2 < إياك نعبد > 2 ! أي إياك نوحد ، ومعناه أنك تعاهد ربك أن لا تشرك به في عبادته أحداً ، لا ملكاً ولا نبياً ولا غيرهما ، كما قال للصحابة : ! 2 < ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون > 2 ! فتأمل هذه الآية واعرف ما ذكرت لك في الربوبية ، أنها التي نسبت إلى تاج ومحمد بن شمسان ؛ فإذا كان الصحابة لو يفعلونها مع الرسل كفروا بعد إسلامهم فكيف بمن فعلها في تاج وأمثاله ؟ | وقوله : ! 2 < وإياك نستعين > 2 ! هذا فيه أمران أحدهما سؤال الإعانة من الله وهو التوكل والتبري من الحول والقوة . وأيضاً طلب الإعانة من الله كما مرّ أنها من نصف العبد . | وأما قوله : ! 2 < اهدنا الصراط المستقيم > 2 ! فهذا هو الدعاء الصريح الذي