@ 122 @ | النوع الرابع : أن يعمل الإنسان بطاعة الله مخلصاً في ذلك لله وحده لا شريك له ، لكنه على عمل يكفره كفراً يخرجه عن الإسلام مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا لله ، وتصدقوا أو صاموا ابتغاء وجه الله والدار الآخرة ، ومثل كثير من هذه الأمة الذين فيهم شرك أكبر أو كفر أكبر يخرجهم عن الإسلام بالكلية إذا أطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله في الدار الآخرة ، لكنهم على أعمال تخرجهم من الإسلام ؛ وتمنع قبول أعمالهم فهذا النوع أيضاً قد ذكر في الآية عن أنس بن مالك وغيره ، وكان السلف يخافون منه ما قال بعضهم : لو أعلم أن الله تقبل مني سجدة واحدة لتمنيت الموت لأن الله يقول : ! 2 < إنما يتقبل الله من المتقين > 2 ! فهذا قصد وجه الله والدار الآخرة ، لكن فيه من حب الدنيا والرياسة والمال ما حمله على ترك كثير من أمر الله ورسوله أو أكثره فصارت الدنيا أكبر قصده ؛ فلذلك قيل قصد الدنيا وصار ذلك القليل كأنه لم يكن كقوله صلى الله عليه وسلم : ' صل فإنك لم تصل ' والأول أطاع الله ابتغاء وجهه لكن أراد من الله الثواب في الدنيا ؛ وخاف على الحظ والعيال مثل ما يقول الفسقة فصح أن يقال : قصد الدنيا والثاني والثالث واضح . | لكن بقي أن يقال : إذا عمل الرجل الصلوات الخمس والزكاة والصوم