@ 121 @ الآية نزلت فيه ، وهو أن يعمل أعمالا صالحة ونيته رئاء الناس لا طلب ثواب الآخرة ؛ وهو يظهر أنه أراد وجه الله وإنما صلى أو صام أو تصدق أو طلب العلم لأجل أن الناس يمدحونه ويجل في أعينهم ، فإن الجاه من أعظم أنواع الدنيا ؛ ولما ذكر لمعاوية حديث أبي هريرة في الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار وهم : الذي تعلم العلم ليقال عالم حتى قيل ، وتصدق ليقال جواد ، وجاهد ليقال شجاع ، بكى معاوية بكاءً شديداً ثم قرأ هذه الآية . | النوع الثالث : أن يعمل الأعمال الصالحة ومقصده بها مالاً مثل أن يحج لمال يأخذه لا لله ، أو يهاجر لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، أو يجاهد لأجل المغنم فقد ذكر هذا النوع أيضاً في تفسير هذه الآية كما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ' تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة ' الخ . وكما يتعلم العلم لأجل مدرسة أهله أو مكسبهم أو رياستهم ، أو يقرأ القرآن ويواظب على الصلاة لأجل وظيفة المسجد كما هو واقع كثيراً ؛ وهؤلاء أعقل من الذين قبلهم لأنهم عملوا لمصلحة يحصلونها ، والذين قبلهم عملوا لأجل المدح والجلالة في أعين الناس ولا يحصل لهم طائل ؛ والنوع الأول أعقل من هؤلاء كلهم لأنهم عملوا لله وحده لا شريك له ، لكن لم يطلبوا منه الخير العظيم وهو الجنة ، ولم يهربوا من الشر العظيم وهو العذاب في الآخرة .