@ 123 @ والحج ابتغاء وجه الله طالباً ثواب الآخرة ، ثم بعد ذلك عمل أعمالاً كثيرة أو قليلة قاصداً بها الدنيا مثل أن يحج فرضه لله ثم يحج بعده لأجل الدنيا كما هو الواقع كثيراً فالجواب أن هذا عمل للدنيا والآخرة ، ولا ندري ما يفعل الله في خلقه ، والظاهر أن الحسنات والسيئات تدَّافعها وهو لما غلب عليه منهما ، وقد قال بعضهم : أن القرآن كثيراً ما يذكر أهل الجنة الخلص وأهل النار الخلص ، ويسكت عن صاحب الشائبتين ، وهو هذا وأمثاله ؛ ولهذا خاف السلف من حبوط الأعمال ، وأما الفرق بين الحبوط والبطلان فلا أعلم بينهما فرقاً بيناً والله أعلم .