يستقر في القبة ثم يتفرق في الأبواب الأربعة فأما ثلاثة فتفيض في الأرض وأما واحد فينشق على وجه الأرض وهو النيل فشرب منه واستراح وانهوى إلى السور ليصعد فأتاه ملك فقال له يا حائد قف مكانك فقد انتهى إليك علم هذا النيل وهذه الجنة وإنما ينزل من الجنة فقال أريد أن أنظر ما في الجنة فقال إنك لن تستطيع دخولها اليوم يا حائد قال فأي شيء هذا الذي أرى قال هذا الفلك الذي يدور فيه الشمس والقمر وهو شبه الرحى قال إني أريد أن أركبه فأدور فيه قال بعض العلماء إنه قد ركبه في دار الدنيا وقال بعضهم لم يركب فقال له يا حائد إنه سيأتيك من الجنة رزق فلا تؤثرن عليه شيئا من الدنيا فإنه لا ينبغي لشيء من الجنة يؤثر عليه شيء من الدنيا إن لم يؤثر عليه شيء من الدنيا بقي ما بقيت قال فبينا هو كذلك واقفا إذ نزل عليه عنقود من عنب فيه ثلاثة أصناف لون كالزبرجد الأخضر ولون كالياقوت الأحمر ولون كاللؤلؤ الأبيض ثم قال يا حائد أما إن هذا من حصرم الجنة وليس من طيب عنبها فارجع يا حائد فقد انتهى إليك علم النيل فقال هذه الثلاثة التي تغيض في الأرض ما هي قال أحدها الفرات والآخر الدجلة والآخر جيحان فارجع فرجع حتى انتهى إلى الدابة فركبها فلما هوت الشمس لتغرب قذفت به من جانب البحر فأقبل حتى انتهى إلى عمران فوجده حين مات فدفنه وأقام على قبره ثلاثا فأقبل شيخ متشبه بالناس أغر من السجود فبكى على عمران ثم أقبل على حائد فسلم عليه ثم قال يا حائد ما انتهى إليك من علم هذا النيل فأخبره فلما أخبره قال له الرجل