( فهي التي ضحك البهار صباحها ... وبكت عيشتها عيون النرجس ) .
( واخضر جانب نهرها فكأنه ... سيف يسل وغمده من سندس ) .
وجنان أفنانها في الحسن ذوات افتنان .
( صافحتها الرياح فاعتنق السرو ... ومالت كواله للقصار ) .
( لائذ بعضه ببعض كقوم ... في عتاب مكرر واعتذار ) .
وبطاح راق سناها وكمل حسنها وتناهي كما قلت مضمنا في ذلك المنحى لقول بعض من نال في البلاغة منا ومنحا .
( دمشق لا يقاس بها سواها ... ويمتنع القياس مع النصوص ) .
( حلاها راقت الأبصار حسنا ... على حكم العموم أو الخصوص ) .
( بساط زمرد نثرت عليه من الياقوت ألوان الفصوص ) .
ولله در القائل في وصف تلك الفضائل .
( إن تكن جنة الخلود بأرض ... فدمشق ولا يكون سواها ) .
( أو تكن في السماء فهي عليها ... قد أمدت هواءها وهواها ) .
( بلد طيب ورب غفور ... فاغتنمها عشية أو ضحاها ) .
وعند رؤيتي لتلك الأقطار الجليلة الأوصاف العظيمة الأخطار تفاءلت بالعود إلى أوطان لي بها أو طار إذ التشابه بينهما قريب في الأنهار والأزهار ذات العرف المعطار وزادت هذه بالتقديس الذي همعت عليها منه الأمطار وتمثلت بقول الأصفهاني وإن غيرت يسيرا منه لما أسفرت وجوه