فعند ذلك صرف المنصور وجه الغضب إلي وسل سيف السخط علي فقلت أيدك الله تعالى ! إنما كانت هفوة جرها الفكر وصبوة أيدها النظر وليس للمرء إلا ما قدر له لا ما اختاره وأمله فأطرق المنصور قليلا ثم عفا وصفح وتجاوز عنا وسمح وخلي سبيلي فسكن وجيب قلبي وغليلي ووهب الجارية لي فبتنا بأنعم ليلة وسحبنا فيها للصبا ذيله فلما شمر الليل غدائره وسل الصباح بواتره وتجاوبت الأطيار بضروب الألحان في أعالي الأغصان انصرفت بالجارية إلى منزلي وتكامل سروري بين الرشيد والمأمون وجارية 125 بين الرشيد والمأمون وجارية قال بعضهم ذكرتني حكاية أبي المغيرة هذه حكاية قرأتها في النوادر لأبي علي القالي البغدادي حذت في الظرف حذوها وزهت في الإغراب زهوها وهي ما أسنده عن منصور البرمكي أنه كانت للرشيد جارية غلامية وكان المأمون يميل إليها وهو إذ ذاك أمرد فوقفت تصب على يد الرشيد من إبريق معها والمأمون خلف الرشيد فأشار إليها يقبلها فأنكرت ذلك بعينها وأبطأت في الصب على قدر نظرها للمأمون وإشارتها إليه فقال