الليل جنحه وتقلد السماك رمحه وهم النسر بالطيران وعام في الأفق زورق الزبرقان أوقدنا مصابيح الراح واشتملنا ملاء الارتياح وللدجن فوقنا رواق مضروب فغنتنا عند ذلك جارية تسمى أنس القلوب وقالت [ الخفيف ] قدم الليل عند سير النهار وبدا البدر مثل نصف السوار فكأن النهار صفحة خد وكأن الظلام خط عذار وكأن الكؤوس جامد ماء وكأن المدام ذائب نار نظري قد جنى علي ذنوبا كيف مما جنته عيني اعتذاري يا لقومي تعجبوا من غزال جائر في محبتي وهو جاري ليت لو كان لي إليه سبيل فأقضي من الهوى أوطاري قال فلما أكملت الغنا أحسست بالمعنى فقلت [ الخفيف ] كيف كيف الوصول للأقمار بين سمر القنا وبيض الشفار لو علمنا بأن حبك حق لطلبنا الحياة منك بثار وإذا ما الكرام هموا بشيء خاطروا بالنفوس في الأخطار قال فعند ذلك بادر المنصور لحسامه وغلظ في كلامه وقال لها قولي واصدقي إلى من تشيرين بهذا الشوق والحنين فقالت الجارية إن كان 11 الكذب أنجى فالصدق أحرى وأولى والله ما كانت إلا نظرة ولدت في