ومعنا الوزير أبو محمد بن مالك وجماعة من أعيان تلك الممالك فحللنا بضيعة لم ينحت المحل أثلها ولم ترمق العيون مثلها وجلنا بها في أكناف جنات ألفاف فما شئت من دوحة لفاء وغصن يميس كمعطفي هيفاء وماء يناسب في جداوله وزهر يضمخ بالمسك راحة متناوله ولما قضينا من تلك الحدائق أربا وافتنا منها أترابا عربا ملنا إلى موضع المقيل ونزلنا بمنازه تزري بمنازه جذيمة مع مالك وعقيل وعند وصولنا بدا لي من أحد الأصحاب تقصير في المبرة عرض لي منه تكدير لتلك العين الثرة فأظهرت التثاقل أكثر ذلك اليوم ثم عدلت عنهم إلى الاضطجاع والنوم فما استيقظت إلا والسماء قد نسخ صحوها وغيم جوها والغمام منهمل والثرى من سقياه ثمل فبسطني بتحفيه وأبهجني يبر له لم يزل يتمه ويوفيه وأنشدني [ البسيط ] يوم تجهم فيه الأفق وانتثرت مدامع الغيث في خد الثرى هملا رأى وجومك فاربدت طلاقته مضاهيا لك