صاحبه وعلى ذكر هذا المصحف الكريم فلنذكر كيفية الأمر في وصوله إلى الخليفة أمير المؤمنين عبد المؤمن وما أبدى في ذلك من الأمور الغريبة التي لم يسمع بمثلها في سالف الدهر حسبما أطرفنا به الوزير الأجل أبو زكرياء يحيى بن أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الملك بن طفيل القيسي حفظه الله تعالى وشكره مما استفاده وأفاده لنا مما لم نسمع به قبل عن كتاب جده الوزير أبي بكر محمد بن عبد الملك بن طفيل المذكور مما تضمنه من وصف قصة المصحف فقال وصل إليهم أدام الله سبحانه تأييدهم قمرا الأندلس النيران وأميراها المتخيران السيدان الأجلان أبو سعيد وأبو يعقوب أيدهما الله وفي صحبتهما مصحف عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وهو الإمام الذي لم يختلف فيه مختلف وما زال ينقله خلف عن سلف وقد حفظ شخصه على كثرة المتناولين وذخره الله لخليفته المخصوص بمن سخر لخدمته من المتداولين وله من غرائب الأنباء ومتقدم الإشعار بما آل إليه أمره من الإيماء ما ملئت به الطروس وتحفظه من أهل الأندلس الرائس والمرؤوس فتلقي عند وصوله بالإجلال والإعظام وبودر إليه بما يجب من التبجيل والإكرام وعكف عليه أطول العكوف والتزم أشد الالتزام وكان في وصوله ذلك الوقت من عظيم العناية وباهر الكرامة ما هو معتبر لأولي الألباب وبلاغ في الإغراب والإعجاب وذلك أن سيدنا ومولانا الخليفة أمير المؤمنين